متى يعود الهاربون إلى خارج البلاد أثناء وبعد ثورة 25 يناير، لماذا لا يعودون حتى يشاركوا فى تورتة البرلمان المقبل وتقسيمته، هل من السهل عليهم أن يبيعوا أصحابهم ورجالهم ويتخلوا عنهم فى وقت المحنة؟ إن رجالهم ما زالوا فى انتظارهم وعلى أمل بعودتهم.. وما زالوا مصرين على أن الهاربين من أسيادهم لن يكونوا أقل وفاء ممن فشلوا فى الهروب ولحقت الثورة بهم وأودعتهم السجون.. ألم يعلم الهاربون أن من قُبض عليهم هم الآن خارج أسوار السجون ويعيشون فى قصورهم معززين مكرمين ولم تقترب أى أيد إلى أموالهم.. ألم يعلم الهاربون أن هؤلاء خرجوا من السجن ليحصلوا على وضع أفضل مما كانوا عليه أيام وريث العرش جمال.. أين يوسف بطرس غالى من رجاله فى البرلمان المقبل.. وأين رشيد محمد رشيد من رجاله.. وأين ممدوح إسماعيل من رجاله.. وأين حسين سالم من رجاله.. وأين غيرهم من رجالهم الذين قسموهم إلى مجموعات فى برلمان ما قبل 25 يناير؟! كل مجموعة تنفذ أجندة سيدهم تنفيذاً لصاحب الكلمة الأولى وريث العرش. ليس من الوفاء أبداً أن يجلس هؤلاء خارج البلاد ويتركوا أمر البرلمان. إن المزاد يجرى الآن ما بين محتكر الحديد على عودة الحزب الوطنى خاصة رجاله ومجموعاته المعروفة للقاصى والدانى.. وبين محتكر الزبالة إلى الإعلام مروراً بالمحمول والجونة.. أى بين رجلين من رجال نظام ما قبل 25 يناير، الأول استمر حتى حرق حزبه بالكامل، والآخر ارتدى ملابس الثوار. والدولة فعلت ما عليها، فقد تخلت عن دورها لهؤلاء. فها هم الجوعى فى انتظار كسرة خبز لطعام يوم.. والمرضى فى انتظار علاج يوم.. والعشوائيات وسكان المقابر ما زالوا يحلمون بيوم من أيام الفاسدين الذين سرقوا عمرهم.. طبعاً، والإعلام نجح بقدرة قادر فى تحويل الثوار والمعارضين إلى مجموعة خونة وعملاء.. الهاربون لو يعلمون مدى العز الذى يعيشه عز ورجاله ما هربوا حتى لو كان فيهم من اشترى باخرة خردة من إيطاليا لتقطيع وإغراق المصريين فى أعماق البحار، حتى لو كان فيهم من تعاهد مع الصهيونى قاتل الأسرى المصريين فى أعقاب حربَى 56 و67 على تصدير الغاز لإسرائيل بأبخس الأسعار وحرمان الشعب المصرى من ثرواته الطبيعية.. تعالوا ولا تخشوا فستحصلون على صكوك النزاهة كما حصل عليها كل رموز الفساد والاستبداد.. عودوا من حيث هربتم، فقصوركم وأرضكم وممتلكاتكم مصانة لم يسمسها أحد.. عودوا لتتوجوا عهد فسادكم بصكوك النزاهة، واطمئنوا على أموالكم المهربة، فقد اطمأن غيركم على أموالهم أيضاً فى الخارج.. إذن، لم يبق لكم أى حجة أو مبرر للبقاء فى الخارج حتى وأنتم تقيمون فى قصوركم هناك.. ألم يبلغكم أحد أن من فى الخارج يعشقون شتاء مصر الدافئ ويأتون أفواجاً للاستمتاع بشمس وهواء مصر. تعالوا.. البرلمان فى انتظاركم، حتى لو على حساب سكان المقابر والغارقين فى أعماق البحار أملاً فى لقمة العيش فى شوارع وأزقة أوروبا.. تعالوا فأنتم الشرفاء.. والثوار والمعارضون خونة وعملاء.. عودوا أيها الهاربون.