يبلغ عدد المصابين بالالتهاب الكبدى الفيروسى فى العالم حوالى نصف مليار نسمة، أى شخص من كل 21 شخصاً، مما يسبب مليون حالة وفاة سنوياً، حوالى 51 مليون نسمة من هؤلاء مصابون بالتهاب كبدى فرعى نشط ناتج عن فيروس، ويسبب الوفاة لنصف مليون شخص سنوياً، وتمثل مصر أعلى نسبة إصابة بالعالم، حيث إن نسبة الإصابة بين الفئات العمرية من 51 - 60 عاماً تمثل 10٪ من السكان، وتزداد هذه النسبة مع ازدياد العمر لتصل إلى 52٪ فى الفئات العمرية من 60 - 70 عاماً، بينما تقل إلى 4٪ فى الفئات العمرية من 15 - 20 عاماً. ومن أهم المشاكل فى مصر أن عدد المصابين الجدد يصل إلى 150 ألف شخص كل عام، ويُعتبر الاحتكاك بدم ملوث من خلال العمليات الطبية، خاصة إعادة استخدام حقن ملوثة، هو السبب الأول لنقل العدوى فى مصر. ولما كان علاج فيروس الكبد يزيد من شدة وخطورة مرض الكبد، وكذلك احتمال الوفاة كان لا بد من الاهتمام به، خاصة فيروس «سى»، خصوصاً أنه ليس له تطعيم وقائى، حيث لم يعزل الفيروس حتى الآن، كما أن التركيب الجينى للفيروس «سى»، وهو الشىء الوحيد المعروف مكون من جزأين، أحدهما البروتين الذى يدخل فى تركيب الفيروس نفسه أما الجزء غير التركيبى، وهو بروتين أيضاً، فهو معقّد تمت معرفة أربعة أجزاء منه تفصيلياً، وهى عبارة عن أربعة إنزيمات مهمة جداً لتكاثر الفيروس داخل الخلايا، حيث إن الفيروس عندما يدخل الخلية، مثل الخلية الكبدية، عن طريق هذه الإنزيمات يسخر البروتين النووى للخلية الكبدية فى طبع نسخ متطابقة تماماً معه بالملايين، تنتهى بتفجّر هذه الخلية الكبدية منتجة مئات الألوان من نسخ الفيروس نفسها، ومن هنا كانت صعوبة علاج الفيروس، حيث إن قتله عن طريق رفع المناعة ومهاجمته بخلايا الجسم الليمفاوية يحتاج كميات هائلة ولمدد طويلة جداً من منشطات هذه الخلايا حتى تستطيع قتل العدد الهائل من الفيروس «سى» ليس بالدم فقط، وإنما المخزن داخل الخلايا. وذلك هو سبب طول فترة العلاج بالإنترفيرون «المنشط لهذه الخلايا» وفشله فى علاج نصف حالات فيروس «سى»، إلى أن حدثت الثورة المهمة فى اكتشاف مثبطات الإنزيمات الأربعة المهمة لتكاثر الفيروس، حيث تحجب هذه العقاقير تماماً عمل الإنزيم وتؤدى إلى فشل فيروس «سى» فى التكاثر، وبانتهاء عمر الفيروسات الموجودة وغير القادرة على التكاثر يخلو جسم المريض تماماً من الفيروس، وهذا هو الشفاء الكامل، وباستخدام أكثر من عقار فى وقت واحد يتم حجب أكثر من إنزيم من الإنزيمات الأربعة، وبالتالى يوقف التكاثر فى أكثر من مكان، وذلك فى فترة أقل وبجرعة أقل، وأهم هذه الإنزيمات هو إنزيم البوليميريز الذى يقوم بطبع النسخ المتطابقة من الفيروس، وهذا الإنزيم له تركيب واحد مشترك لكل الأنواع الجينية السبعة من فيروس «سى»، وهذه هى أهمية وقوة وعالمية دواء «السوفو سبوفير» الشهير ب«السوفالدى» الذى يحجب إنزيم البوليميريز، ولذلك فهو العمود الفقرى لأى دواء مركب لعلاج فيروس «سى» مثل «الهارفونى». وبعد هذه المحاولة المتواضعة لتبسيط الخلفية العلمية لطريقة عمل هذا العقار «الثورة»، علينا وعلى الشعب المصرى أن نختار بين هذا الدواء وطرق الدجل اللاعلمى من أمثال الحمام، وبول ولبن الحيوانات، والطحالب، والحبة الصفراء وغيرها من الألوان وقرص النحل، ألا هل بلغت اللهم فاشهد.