وجوه تزينها تجاعيد الشقاء وسط ابتسامة تكسو ملامحهم وأطفال يمرحون فى مساحات شاسعة من الأراضى الزراعية التى يغطيها اللون الأحمر، ورائحة تفوح لتجد محصول الفراولة يخطف أنظار المارة إليه، تلك الأجواء فى مركز كوم حمادة بمحافظة البحيرة، الذى اشتهر بزراعة محصولى الفراولة والموز. وتعد مصر فى مقدمة دول العالم فى زراعة محصول الفراولة وتصديرها إلى العديد من الدول العربية وكذلك الأجنبية منذ سنوات، حيث يتميز المحصول المصرى على منافسيه فى مختلف الدول نظراً لجودته ومواصفاته العالمية. ووفقاً لبيانات مركز التجارة العالمية تحتل مصر المركز الثالث فى تصدير الفراولة الطازجة، والأول عالمياً فى تصدير الفراولة المجمدة، حيث بلغت الكمية المصدرة 213 ألف طن خلال العام. «الوطن» عايشت موسم حصاد الفراولة بالبحيرة، حيث عبر مزارعو المحصول عن فرحتهم بالحصاد، معتبرين إياه يوم عيد لهم. عوض فيومى، أحد أبناء مركز كوم حمادة، قال: «ورثت مهنة زراعة الفراولة عن أهلى، اتربينا على زراعتها وإحنا أطفال ليها فضل علينا وصعب نشتغل فى حاجة غيرها». وعن مواصفات المحصول، أكد «الفيومى» أن هناك العديد من الشركات التى تحدد منذ بداية المحصول المواصفات التى تتعلق بها، مضيفاً: «بتعرف مواصفاتهم وعلى أساسها بنحاول نوفرها فى المنتج، ومركز كوم حمادة أهم مراكز الجمهورية فى تصدير الفراولة، محصولنا مسمع فى كل الدول وبيطلبوه بالاسم، والفاكهة الخفيفة تدخل فى صناعة الكثير من الحلويات وكذلك مستحضرات التجميل بالدول الخارجية». زراعة الفراولة فى كوم حمادة بدأت من 25 سنة، وبحسب «الفيومى»، فإن الأرض والظروف الجوية فى المكان ملائمة للزراعة، مضيفاً: «علشان كده محصولنا مميز، وفيه فرص عمل لعدد كبير من الشباب من 6 محافظات خلال فترة الحصاد، حيث ينتقل العديد منهم للعيش فى كوم حمادة خلال تلك المدة». وعن أنواع محصول الفراولة فى البحيرة، يشير عماد محمد عزب، أحد المزارعين، إلى أن هناك 3 أنواع هى: «الفيستيفال، والفرتونا، والسينسيشن»، مشيراً إلى أن الاختلاف بينها يرجع إلى القدرة على تحمّل المدة الزمنية الخاصة بعمليات التصدير، ف«الفيستيفال» هى أكثرها صلابة، و«السينسيشن» أقل تحملاً، لكنها أكثر نسبة سكريات. وذكر «عزب» أن محصول الفراولة يبدأ من شهر ديسمبر، ونبدأ فى الحصاد بداية شهر نوفمبر وينتهى بشهر يونيو، مضيفاً: «آخر شهرين بنزع زراعة مركبة محصول كمان عليها، وهى لسَّه فى الآخر علشان آخر فترة حصاد مش كفاية مالياً». وعن طريقة الزراعة، يضيف: «تعتمد على نظام الشتلات على خطوط فى الأرض الزراعية، كما أنه يفضل زراعتها فى التربة الرملية مع الاعتماد على نظام الرى بالتنقيط».