تتميز العلاقات الاقتصادية بين مصر والسعودية بالمتانة، وشهدت تطوراً كبيراً خلال السنوات الثمانى الأخيرة، بحسب الأرقام الرسمية، وتُظهر إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء ارتفاع قيمة التبادل التجارى بين مصر والسعودية لتصل إلى 9.1 مليار دولار خلال العام الماضى، بزيادة نسبتها 62.1%، مقارنة بالعام 2020، حيث بلغت قيمة التبادل التجارى بين البلدين 5.6 مليار دولار. ووفقاً للبيانات، سجلت قيمة الصادرات المصرية للسعودية 2.2 مليار دولار خلال عام 2021 مقابل 1.9 مليار دولار فى عام 2020 بارتفاع قدره 17.3%، فيما بلغت قيمة الواردات المصرية من السعودية 6.9 مليار دولار العام الماضى، مقابل 3.7 مليار دولار فى عام 2020 بنسبة ارتفاع بلغت 84.5%، وشملت أهم المجموعات السلعية التى صدرتها مصر إلى السعودية خلال عام 2021، وقوداً معدنياً وزيوتاً معدنية ومنتجات تقطير بقيمة 449 مليون دولار، إضافة إلى فواكه بقيمة 184.2 مليون دولار. أما أهم المجموعات السلعية التى استوردتها مصر من السعودية خلال عام 2021، فكانت كالتالى: وقود معدنى وزيوت معدنية ومنتجات تقطير بقيمة 4.6 مليار دولار، ولدائن ومصنوعاتها بقيمة 1.3 مليار دولار، علاوة على منتجات كيميائية عضوية بقيمة 246.1 مليون دولار، وألمنيوم ومصنوعاته بقيمة 128.4 مليون دولار، إضافة إلى ورق مقوى بقيمة 90.4 مليون دولار، بحسب تقرير الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء. ووفقاً لبيانات البنك المركزى المصرى، سجلت قيمة تحويلات المصريين العاملين فى السعودية 11.2 مليار دولار خلال العام المالى 2020 - 2021 مقابل 9.6 مليار دولار فى العام المالى 2019 - 2020 بزيادة نسبتها 17%، بينما بلغت قيمة تحويلات السعوديين العاملين فى مصر 18.5 مليون دولار خلال العام المالى 2020 - 2021 مقابل 17.6 مليون دولار خلال العام المالى 2019 - 2020 بنسبة ارتفاع قدرها 4.9%، فيما ذكرت وزارة التجارة والصناعة فى أحدث تقاريرها أن قيمة الاستثمارات السعودية فى مصر بلغت 622 مليون دولار خلال العام المالى 2020 -2021، وبلغ عدد المصريين الموجودين فى السعودية طبقاً لتقديرات البعثة 3 ملايين مصرى حتى نهاية العام 2020. وأكد خبراء اقتصاديون، فى تصريحات ل«الوطن»، أن العلاقات بين البلدين بالغة القدم، وأنها ترقى إلى درجة الشراكة الاقتصادية، علاوةً على أن المملكة دعمت مصر إبان ثورة 30 يونيو 2013، وتواصل تقديم الدعم اللازم انطلاقاً من روح الأخوة التى تجمع البلدين الشقيقين، وإيماناً بوحدة المصير. «البنا»: «الرياض» دعمت مصر بقوة بعد ثورة 30 يونيو قال محمد البنا، الخبير الاقتصادى، إن المملكة العربية السعودية مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بمصر، بالنظر إلى حجم التبادل التجارى بين البلدين، والعمالة المصرية فى السعودية وهى الأكبر على مستوى العالم، مشيراً إلى أن «الرياض» دعمت مصر بقوة بعد ثورة 30 يونيو. وأضاف «البنا» أن السعودية مدت مصر بما تحتاجه من الوقود وبتسهيلات غير مسبوقة، بما يؤمِّن احتياجات السوق المحلية من المنتجات البترولية، وتجلت مظاهر الدعم فى المؤتمر الاقتصادى عام 2015، وأخيراً تمديد الوديعة السعودية ب5 مليارات دولار قبل أيام بتعليمات من الملك سلمان بن عبدالعزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان. «الدماطي»: ضخ 30 مليار دولار استثمارات سعودية في مصر من جانبه، قالت سهر الدماطى، الخبيرة الاقتصادية، إن المملكة العربية السعودية لا تفوت فرصة لإظهار دعمها المتواصل لمصر، وإن زيارة الأمير محمد بن سلمان الأخيرة إلى القاهرة نهاية يونيو الماضى تضمنت إعلاناً بضخ 30 مليار دولار استثمارات فى مصر، وشهدت العديد من اتفاقيات التعاون المشترك فى العديد من القطاعات والأنشطة الاقتصادية. ولفتت إلى أن تحويلات المصريين فى الخارج، وخاصة المملكة العربية السعودية، داعمة لموقف البلاد من الاحتياطيات الأجنبية، كما أن الرئيس عبدالفتاح السيسى أكد أكثر من مرة على وحدة المصير المشترك، وقال إن أمن الخليج من أمن مصر. «خليل»: تنامي الأهمية الدولية للبلدين ومن جانبه، قال الدكتور عبدالرحمن خليل، الخبير الاقتصادى، إن العلاقات المصرية - السعودية تشهد تطوراً كبيراً خلال الفترة الحالية، عن كل الأوقات الماضية، خاصة أن السعودية تشارك فى العديد من القطاعات الاقتصادية فى السوق المصرية. وأضاف فى تصريحات خاصة ل«الوطن»، أن من أبرز القطاعات الاقتصادية التى تشارك فيها السعودية فى مصر هو القطاع العقارى، خاصة مشاريع بالعاصمة الإدارية الجديدة والمدن الجديدة والتى يمثل فيها المستثمر السعودى نسبة كبيرة جداً، بجانب العديد من القطاعات الأخرى. وأشار إلى أنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيادة التعاون الاقتصادى بين مصر والسعودية فى العديد من القطاعات وتنامى التعاون بين الدولتين، خاصة مع بروز أهمية الدول العربية والمنطقة فى ظل الأحداث الحالية، والتى تراهن الدول الكبرى عليها، خاصة مصر والسعودية. ولفت «خليل» إلى أن العلاقات المصرية - السعودية ليست مجرد علاقات اقتصاد داخلى فقط، بل هى علاقات تعاون فى المنطقة العربية كلها والعالم، خاصة فى ظل الظروف والأحداث الحالية التى يعانى منها العالم كله، وانهيار اقتصادات كبرى لم يكن من المتوقع لها ذلك فى ظل قيام وصعود اقتصادات أخرى. وأوضح «خليل» أنه من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة زيادة أكبر فى التعاون بين مصر والسعودية، خاصة فى ظل تنامى الأهمية الدولية للدولتين على مستوى العالم.