قال الدكتور عبدالسلام سالم الاستشاري المشرف على تنفيذ مشروع محور «أبو ذكري»، إنّ تنفيذ هذا المشروع كان شبه مستحيل، مهنئا أهالي الإسكندرية بإنجاز تنفيذ المحور الذي يسهم بشكل كبير جدًا في حل أزمات المرور بالإسكندرية الكبرى، مشيرًا إلى أنَّه شارك وتابع وأبدى المشورة في أثناء التنفيذ مع المتخصصين والشركة المنفذة. وأضاف المشرف على تنفيذ مشروع محور «أبو ذكري» خلال كلمته في افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي محور التعمير: «كان الجميع أسرة واحدة متآلفة على مستوى المسؤولية والالتزام، المشروع عملاق بحق لما به من صعوبات في التنفيذ نظرا لمرور كامل مساره في بحيرات وملاحات في قاعها أمتار من الملح، ومصارف بها أمتار أخرى من الترسيبات غير الطيبة التي لا تفيد في شيء، وكان يلزم تطهير كل هذه الترسيبات من الأملاح وما هو موجود في مسارات المصارف». وتابع المشرف على تنفيذ مشروع محور «أبو ذكري»: «كان يلزم هذا التطهير قبل إنزال مكونات الردم لجسم الطريق، وأصبح الردم عمقه لا يقل عن 8 أمتار، وهذا الأمر حمل كبير على تربة رخوة من طين ضعيف محتواه المائي كبير قابل للانضغاط ينقص حجمه وبالتالي إذا ما تمّ الإنشاء عليه فإن الطريق سيتعرض للهبوط». وأكّد أنَّ الهبوطات التي قدرت للطين المتواجد بشكل عشوائي على طول المسار تراوحت من 30 سم إلى ما يزيد على متر إذا لم يتمّ اتخاذ الاحتياطات التي تستغرق عشرات السنوات، وبالتالي لم يكن من المعقول الانتظار طوال هذه الفترة حتى يتمّ فتح الطريق، وكان لابد من التدخل لتحسين حالة الصرف للطين بمصارف رأسية. وأشار إلى أنَّ النوع الذي استخدم في هذه الحالة هو «أعمدة الرمل الرأسية» التي تصل إلى تكوينات الرمل السفلية تحت الطين، ومن أعلاها ردم الرمل، فأصبح عمود الرمل محصور بين رملين، وبالتالي فقد جرى تنفيذ أعمدة الصرف الرئيسة على مسافات حسب طبيعة الطين تراوحت بين 2 و3 أمتار حتى تكون مسافة سريان الماء متر إلى 1.5 أفقيًا وتمشي في المصرف رأسيًا، وهذا ما عجل بالهبوط من عشرات السنوات إلى بضعة أشهر، وبالتالي تم الاطمئنان على المنحنيات الخاصة بالرصد، بحيث تكون في الحدود المسموح بها بواقع 25% من الهبوط على الأكثر، وهو ما يمكن متابعته في أعمال الصيانة الدورية التي في العادة ما يتمّ عملها للطرق.