فرحة عارمة انتابت البعض، سعادة بالهدف الذى جاء قبل دقائق من نهاية المباراة، بينما انشغل الآخرون فى تخوين الجميع ولعنهم وصب جام غضبهم على الرئيس السيسى وعلى «نصارى مصر» كما وصفتهم «خديجة الشاطر» فى معرض حديثها عن زيارة السيسى للكاتدرائية احتفالاً بعيد الميلاد، «بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً»، هكذا علق أنصار الإخوان على زيارة السيسى للكاتدرائية، متناسين الحملات التى انتشرت قبل عامين من أجل إقناع مؤسسة الرئاسة وعلى رأسها المعزول مرسى بزيارة الكنيسة وتهنئة المسيحيين «لم نفعل ولن نفعل» يقولها محمد سعيد، الشاب الإخوانى فخوراً بالمعزول، متناسياً زيارات الكتاتنى ومرسى للكنيسة قبل الرئاسة «قبل الرئاسة زرناهم كنوع من المشاركة، لكن كاعتراف رسمى من الدولة بأعيادهم هذا لم يحدث». «فخور برئيسى»، هكذا علق «محمد محجوب» الرجل الأربعينى الذى أنهى زيارة صباحية لعدد من جيرانه المسيحيين كما اعتاد كل عام، لكنه هذا العام أدى مهمته بمزيد من الهمة والسعادة «أنا من الدرب الأحمر واتعودنا كل سنة نعمل كده فى الأحياء الشعبية لكن السنة دى زيارة الريس خلتنا ندخل بيوت أصحابنا المسيحيين وإحنا رأسنا مرفوعة وفرحتهم السنة دى بالعيد غير كل سنة». «السيسى - فى - الكاتدرائية»، الهاشتاج الأكثر بروزاً على «تويتر»، منذ مساء أمس الأول، الزيارة المفاجئة للكنيسة فى أعقاب زيارة ناجحة للكويت ألقت بظلالها على مواقع التواصل التى انشغلت بالحديث عن «هدية عيد الميلاد» التى قدمها الرئيس السيسى للإخوة الأقباط فى عيدهم لتعيد للأذهان ما فعله مبارك بتكريم عيد المسيحيين وجعله إجازة رسمية، المفاجأة السعيدة، لم تكن كذلك لدى البعض الذين لم يهاجموا صاحب الزيارة، بل هاجموا رد الفعل المبالغ فيه من الكنيسة، معتبرين قطع البابا للصلاة ليسمح للسيسى بإلقاء كلمة بأنه نوع من «المبالغة غير المقبولة» فى حضور الرب، وهو ما أكده ميشيل عزيز معلقاً «إحنا كمسيحيين بنؤمن أن الرب بينزل فى القداس وروحه بتكون موجودة إزاى إحنا نقدر نقنع الناس بقدسية الصلاة وإحنا انتهكنا صلاة الرب عشان أى حد يتكلم ويهنى.. ده لا يجوز». على عكس «ميشيل» كانت «هالة» السيدة المسيحية التى لم تصدق أن الدولة المصرية قد اعترفت أخيراً بحق المسيحيين فى التهنئة بأعيادهم وأن يحضر إليهم رئيس الدولة «النهارده أول مرة أحس إنى فخورة إنى مصرية وإن العيد السنة دى عيدين»، زيارة السيسى للكنيسة لم تضف عليها السيدة الثلاثينية أى ملامح سياسية بل اعتبرتها خالصة لوجه الله «زى أى واحد جارك مسلم بيدخل يعيّد عليك فى العيد لا هو مرشح عايز صوتى ولا هو بيستقوى بينا.. ده إحنا اللى استقوينا بيه». «نانسى فارس» الفتاة العشرينية التى اعتبرت الزيارة خطوة «مهمة جداً» تمحو عهد فتاوى تحريم التهنئة وجواز المعايدة على المسيحيين، لكنها فى الوقت نفسه اعتبرت أن رد الفعل «مبالغ فيه» من كل الأطراف «الريس عمل واجبه ولم يكن صحيحاً أن يتم قطع القداس، والسيسى نفسه شاف أن ده ما يصحش، لكن البابا واللى حواليه قالوا له مفيش مشكلة فأنا مش هلومه لكنى سألوم على آباء الكنيسة»، انشغلت «نانسى» بمتابعة مواقع التواصل التى انقسمت من كلا الجانبين، فالجانب المسيحى لم يخلُ من مؤيد ومعارض وكذلك الجانب المسلم، انشغل بعضه بالثناء على زيارة السيسى، فى حين انبرى آخرون لتوجيه اللوم والنقد والتكفير «دول بقى ولا يعرفوا يعنى إيه حقوق ومواطنة فمافيش داعى نتعب قلبنا معاهم».