لم يكن فى مخيلتهم أن يدرسوا فى بيئة تحتضن مواهبهم البسيطة أو حتى أساسيات الحرف التى يتقنونها، فالعرف استقر على التحاق خريجى الدبلومات الفنية بكلية الهندسة أو بعض الكليات الشبيهة بعد اجتياز معادلة، وفق نسبة قبول فى الجامعات لا تتجاوز 10%، وبمجرد ظهور الجامعات التكنولوجية باتت هى الملاذ الآمن لهم ولابتكاراتهم وأساسيات مهنتهم التى أتقنوها. وخلال أربع سنوات من الدراسة، خضع طلاب الجامعات التكنولوجية للتدريب والتأهيل لسوق العمل، إلى أن أصبحت تلك الجامعات بالنسبة لهم بديلاً قوياً لكليات الهندسة، وتضاهى كليات القمة، مع وجود فرص عمل واعدة لهم بعد التخرّج. «الجامعة التنكولوجية بالنسبة لى أحسن من كلية الهندسة».. هكذا بدأ الطالب عمر خالد، من جامعة القاهرة الجديدة التكنولوجية، حديثه ل«الوطن»، ويقول: «نظامها جديد، غير مطبّق فى الجامعات، سواء فى الدراسة أو الامتحانات، فالدراسة جميعها باللغة الإنجليزية، أما الامتحانات فتهتم بالبحث والمناقشة مع أستاذ المادة فى محتواها»، موضحاً أن الجامعة تهتم بتخريج طلاب على مستوى رفيع. عمر: الجامعة التكنولوجية أفضل من الهندسة.. وتخصّصت في الطاقة الجديدة ودرست الألواح الشمسية تخصص عمر خالد فى قسم الطاقة الجديدة والمتجدّدة، وعلى أساس هذا التخصص درس أساسيات الكهرباء والإلكترونيات والميكانيكا ومادة الطاقة المتجدّدة التخصصية التى تضم قسم الطاقة الشمسية، بجانب دراسة الألواح الشمسية وكل ما يتعلق بالشمس، مثل تحلية المياه المالحة والعذبة والسخانات الشمسية وتحرك الألواح مع الشمس للاستفادة من أشعة الشمس وإنتاج الكهرباء كما درس المحركات والمولدات ومادة الهيدروليك فى أنظمة المحركات ومادة الفلويد التى تعتمد على مائع السوائل. فى السنة الدراسية الثالثة ينقسم التخصّص إلى قسمين، الأول هو الطاقة الشمسية، والثانى هو تخصص طاقة الرياح ولها موادها، ويؤكد الطالب عمر خالد، أن الدراسة فى السنة الثالثة تهتم بمتطلبات سوق العمل بشكل واضح وعملى أكثر، لإعداد الطالب لذلك، لأن من مزايا الجامعات التكنولوجية أنها تهتم بالتعليم الفنى الذى أصبح أساس سوق العمل فى العالم، وتمنح الطالب فرصة استكمال درجة الماجستير والدكتوراه. الجامعة فتحت لعمر خالد فرصة فى سوق العمل، لأنه يعتمد فى الأساس على الخريج التكنولوجى الذى يلم بالنظرى والعملى، وأكد أن وجود كليات تكنولوجية تعتبر مستقبل مصر، وبها تخصصات مطلوبة فى الصناعة. مصطفى خريج الدبلوم: منحتني فرصة التعلم.. ونتدرب خلال الدراسة مما يجعلنا أفضل من خريج هندسة أسلوب البحث عن المعلومة هو أهم الأساليب التى استفاد منها الطالب مصطفى محمود، بجامعة القاهرة التكنولوجية، ويقول: «فترة الدراسة فى الكلية كانت ممتعة وأسلوب البحث عن المعلومة حاضر فى هذه الجامعات على النقيض بالنسبة للجامعات التى تعتمد على الحفظ». محمود: أسلوب الدراسة الشيق كسر حاجز الخوف عندي.. ونعتمد على الفهم والتدريب وليس الحفظ صعوبات شتى واجهت مصطفى محمود، لأنه خريج دبلوم فنى وليس ثانوية عامة، والدراسة بالجامعة تعتمد فى الأساس على اللغة الإنجليزية: «أسلوب الجامعة فى التعامل والتعليم كسر حواجز الخوف عندى». الجامعة التكنولوجية من أفضل الجامعات بحسب «مصطفى»، لأنها وفرت له فرصة استكمال التعليم فى المجالات التى يرغب فيها، موضحاً أنها تهتم بالتعليم العملى وليس التعليم النظرى، مثل كليات الهندسة: «الفرق بينا وبين كلية الهندسية إننا بندرب أثناء الدراسة على العكس فى كليات الهندسة بيدربوا بعد التخرج». لم تقتصر الجامعات التكنولوجية على الطلاب فقط، بل تتيح فرصة التعليم للطالبات، سواء من الثانوية العامة أو الدبلومات الفنية، ومن هؤلاء الطالبة إسراء فخرى، من جامعة الدلتا التكنولوجية، لرغبتها فى الالتحاق بكلية تتيح لها فرصة عمل بعد التخرج، فقررت الالتحاق بتخصص الميكاترونكس. كلية تكنولوجيا الصناعة والطاقة فى الجامعة التكنولوجية مسار خريجى الدبلومات الفنية، فتؤكد «إسراء»، أن الكليات التكنولوجية هى المستقبل من حيث كل من البرمجة والتصنيع: «إحنا بنتدرب أكتر ما بندرس نظرى»، فضلاً عن تجهيز المعامل بأحدث الأجهزة التعليمية وتوفير هيئة من المهندسين المتخصصين للتدريب. «أنا شايفة أن الجامعة فتحت ليا فرصة عمل من تانى يوم أقدر أشتغل وأنزل سوق العمل».. هكذا بدأت الطالبة إسراء حديثها عن فرصة العمل لها بعد التخرج ومدى تأهيل الجامعة لها، مؤكدة أن التدريب الميدانى فى فترة الإجازة الصيفية يسهم فى صقل مهاراته، موجهة نصيحتها للطلاب الجدد: «يجب كسر حاجز الخوف والاجتهاد والسعى، والجامعات التكنولوجية بها أساتذة على أعلى مستوى من المهنية والخبرة». كليات الجامعات التكنولوجية تضاهى كليات القمة حسب الطالب يوسف عبدالستار، من جامعة الدلتا التكنولوجية، رغم الصعوبات التى واجهها فى بدايته فى اللغة الإنجليزية لكونه حاصلاً على دبلوم صنايع: «المنهج الدراسى مش قليل ومحتاج شغل كتير».