خرج عشرات الآلاف من أبناء محافظة الأقصر، اليوم، في الشوارع والميادين الرئيسية بكل مدن وقرى ونجوع المحافظة، للاحتفال بالمولد النبوي الشريف. وشهدت منطقة الكرنك ما يعرف "بالدورة"، التي امتدت لنحو 4 كيلو مترات بالقرب من معبد الكرنك الفرعوني في طقوس شعبية ودينية، ارتبطت بالمنطقة منذ مئات السنين. واصطف الآلاف من المواطنين لمشاهدة الكرنفالات حيث يتنافس شباب العائلات والقبائل وأبناء المنطقة الواحدة في ظهور موكبهم بأفضل صورة، ويقومون بتزيين السيارات الكبيرة بالزينات ويحملون عليها مكبرات صوت تبث الأغانى النوبية والمدائح النبوية. ويستعين البعض بالفنانين الشعبيين وفرقهم الذين يجلسون أعلى السيارات ويقدمون أغانيهم التي يعدونها خصيصًا لهذا اليوم، كما يقوم الأهالي بإلقاء حلوى المولد من النوافذ وأعلى الأسطح لتحية المحتفلين بالمولد. وفي منطقة الشيخ سلطان، بجنوب الأقصر، يختلف الاحتفال نوعًا ما حيث يخرج مشايخ الطرق الصوفية والأطفال في موكب كبير يطوف أنحاء المنطقة، ويتقدم الموكب عدد من الجمال والخيول وحاملوا الأعلام الخضراء والسيوف، وخلفهم عشرات من الفتيان يسيرون على الرجل اليمني فقط أغلب مراحل الاحتفال ممسكين بالسيوف الحديدة تعبيرًا عن نصرتهم لله ولرسوله. ويأتي في مؤخرة الصفوف قارعي الطبول والدفوف وجامعي النذور والمداحون الهواة، الذين يرددون الأناشيد الدينية والمدائح النبوية. وينتظر العشرات من أطفال النجوع الفقيرة، المولد النبوي سنويًا للاحتفال والسير في هذا المشهد الصوفي، لجمع المال والكثير من الحلوى التى يلقيها الأهالي فوق رؤوسهم من أعلى المنازل. كما يذهب الكثير من المحبين والمريدين في المساء، إلى ساحات احتفال خاصة لنحر الذبائح وإطعام الفقراء والقادمين للاحتفال من الأماكن البعيدة. وينتشر الباعة بكثافة بجوار سرادقات مشاهير المنشدين لبيع المسابح والعطور والبخور وصور الأولياء، والأذكار والأوراد الخاصة بالطرق الصوفية.