حسن «ترزي الغلابة»: «إيديه تتلف في حرير.. والفستان عنده ب70 جنيه»

محل صغير في إحدى قرى محافظة كفر الشيخ، بداخله ماكينات خياطة وأتواب مختلفة من القماش ومجموعة من الخيوط بألوانها الكثيرة، يقضي فيه الشاب الثلاثيني، حسن أبو أحمد، معظم يومه، لتصنع يداه، أجمل فساتين البنات، ليلقبه الأهالي ب«خياط الهوانم الغلابة»، نظرا لإتقانه صنعة «الحياكة والتفصيل»، بالإضافة إلى أسعاره المنخفضة، والتي جعلت الفتيات والسيدات يقبلن عليه بشكل كبير، يفصلن فساتين خطوبة وزفاف وعبايات، كما يقمن بإصلاح عيوب الملابس المختلفة.
الشاب يعمل في مهنته منذ 25 عاما: هدفي إسعاد الناس
25 عاما قضاها الشاب الثلاثيني في حرفة «الخياطة»، التي ورثها عن والده، تخللت تلك الفترة مدة زمنية قصيرة، سافر فيها إلى إحدى الدول بحثا عن لقمة عيش، لكن عشقه للحرفة جعلته يعود سريعا، ليستكمل مشواره الذي بدأه: «فتحت المحل من سنة 1997، وورثت المهنة عن والدي، وحتى لما سافرت برة رجعت بسرعة علشان مقدرتش استغنى عن الخياطة، لقيت فيها لقمة عيشي ورزق ولادي الاتنين، علشان بدأت اتعلمها من سن الطفولة، فبرعت فيها والستات عجبهم شغلي»، يقولها حسن أبو أحمد ل«الوطن».
«ساتان، حرير، دانتيل، قطن»، أتواب مختلفة من الأقمشة بألوانها الكثيرة، يصنع منها «أبو أحمد»، داخل محل الخياطة الخاص به بقرية أبو بدوي التابعة لمركز بيلا في محافظة كفر الشيخ، فساتين زفاف وخطوبة وسواريه وعبايات حريمي، بجانب فساتين للأطفال وبدل للرجال: «بخيط كل حاجة، بس الأهم اختيار الشكل اللي يناسب الشخص، يعني انا مشهور بخياطة فساتين الزفاف والخطوبة والسواريه، وبعرض على البنت الأول موديلات وهي تختار، وكمان الرجالة بفصل ليهم بدل زفاف وخروج، والأطفال طبعا مقدرش اتجاهلهم، وبفصل أي قماش وأي رسمة أو موديل».
«حسن»: برسم الموديل على ورقة قبل تفصيله
يرسم الترزي الثلاثيني، الموديل الذي سيقوم بتفصيله، على ورقة بيضاء وبقلم رصاص، ثم يعرضه على «الزبون»، ليختار ما يناسبه، ليبدأ في خياطته مراعيا كافة التفاصيل: «برسم الأول على ورقة، وبعد كدة بخلي الزبون يشوفه، لو قال أوكي ببدأ أقص وأخيط وقبل الفينش النهائي لازم الشخص يشوفه مرة تانية، والحمدلله بلاقي رضا كبير وإقبال على شغلي وبيقولوا إيديا بتتلف في حرير».
70 إلى 250 جنيها، هي القيمة التي يتقاضاها «خياط الهوانم»، مقابل تفصيله الفساتين: «أسعاري بتبدأ من 70 جنيها وحتى 250، على حسب القماشة والتفصيلة، يعني فستان الزفاف اللي العروسة بتشتريه بأكثر من 5 آلاف جنيه، أنا بفصله ب250 جنيه بس، والعباية بفصلها ب70، والشيميز ب80، أنا بقول أن الرزق مش بس في الفلوس، لأ ده في إسعاد الناس كمان، وربنا بيكرمني برزق عيالي».
الترزي للشباب: الشغل مش عيب
لا يتمنى الشاب الثلاثيني، سوى أن يرزقه الله برزق حلال يستطيع من خلاله الإنفاق على أسرته: «بقول يارب رزق حلال لأولادي، وأن أبقى قد ثقة الناس فيا، معنديش مهنة غير الخياطة لكن ربنا بيكرمني، بيقولوا عليا إيدي تتلف في حرير وبقول للشباب اشتغلوا في أي حاجة الشغل مش عيب».