الترزي والخياطة مهن عاشت طويلاً في المجتمع المصري كانت تنتعش أيام الاعياد حيث تقف الزبائن طوابير والكل حريص علي ارتداء ملابسه الجديدة صباح يوم العيد .. كان العمل في هذه الأيام يستمر حتي الساعات الأولي من النهار بأجر في متناول الجميع كل علي قدر استطاعته واختياره. اليوم .. المبدعون من الترزية والخياطين تواروا خلف الماكينات القديمة مكتفين بإصلاح عيوب الملابس الجاهزة مقابل جنيهات قليلة بعد أن عجزوا عن الصمود أمام زحف الصيني والمستورد رخيص الثمن. يقول محمود عبدالفتاح - موظف - أنه اعتاد لذهاب للتزي لتفصيل ملابسه واضطر لتركه لأنه لم يعد يتقن عمله فكان يعطيه الملابس كل مرة غير مضبوطة ويرجع إليه مره أخري لإصلاحها والاكثر من ذلك أنه كان يلاحظ دائما أنه يسرق في القماش. فتحي العوضي يتفق معه ويشير إلي أن الملابس الجاهزة أصبحت أرخص بكثير من التفصيل ففي الوقت الحالي وصلت مصنعية تفصيل البنطلون 50 جنيها بالإضافة لسعر القماش الذي قد يصل إلي 100 جنيه فيصل سعر البنطلون بعد التفصيل 150 جنيها لذا الجاهز أوفر بكثير. خليل ضيف حامد - من محافظة المنيا - يختلف معهما قائلاً انه حتي وقتنا هذا يعتمد علي الترزي في تفصيل ملابس العيد لأولاده لأنه ينفذ ما أطلبه منه ولا أجد احتياجاتي في الجاهز. وتقول منال محمد - موظفة اضطر للذهاب للترزي بالرغم من معاناتي في التردد عليه أكثر من مرة لضبط الملابس وارتفاع أجره مؤكدة انها اذا وجدت مقاسها في الجاهز لن تذهب الي الترزي أو الخياط . مواعيد فشنك رشا محمود - محاسبة تؤكد انها امتنعت عن الذهاب للترزي او الخياطة منذ اكثر من عامين لان مواعيدهم دائما غير مضبوطة بجانب ضياع أو اختفاء الأقمشة بشكل مريب والحجة أن القماش تاه في زحمة العمل اضافة الي تكلفة الاكسسوارات الباهظة التي تضاف علي أجرة التفصيل. ويشير أحمد محمد - من الفيوم أنه يفضل شراء الجاهز له ولاولاده لان الترزي في الآونه الأخيرة بدأ يحدد مبلغ التفصيل حسب نوعية القماش والموديل دون النظر لإمكانيات الزبون مما يؤدي لتضاعف قيمة الفستان أو البنطلون ثلاثة أضعاف الجاهز. ويضيف حسن بدوي - معاش بانه اثناء فترة عمله كان يفضل التفصيل لأن الترزي يبدع في حياكة الملابس الآن معظمهم بلا خبرة مما يؤدي الي تلف القماش وعدم الاستفادة منه مشيراً الي ان الجاهز أرخص بكثير من التفصيل. مصطفي عبدالرحمن - ترزي ملابس رجالي يتذكر الماضي القريب قائلاً كان الزبائن في الأعياد يقبلون علينا بشكل كبير لدرجة انني كنت لا أنام حتي أنتهي من جميع الملابس حتي أ سلمها في موعدها ليفرح الناس بملابسهم الجديدة حاليا أصبح الاقبال ضعيفاً للغاية الجميع يفضل الملابس الجاهزة لانها أرخص. فتحي خليل - ترزي رجالي يشير إلي أ نه بعد الثورة أغلقت العديد من محلات الحياكة أبوابها وتحول اصحابها لسائقي توك توك أو مطاعم لبيع المأكولات والحلوي أما هو مازال يعمل بالمهنة التي ورثها "أباً عن جد" مضيفاً انه يقوم بشراء خامات التفصيل من قماش وخلافه فبعض الزبائن مازالوا يرتدون البنطلون التفصيل حتي الآن. ام اماني محمد - خياطة حولت جزءاً من محلها لبيع الجاهز والجزء الآخر للإصلاح والتفصيل أصبح نادراً لكن إذا طلبت احدي الزبائن حياكة شئ لا تعترض لإنه رزق لاولادها حيث انها تعول اسرة مكونه من اربعة افراد في مراحل التعليم المختلفة. ويضيف محمود عبدالحليم - ترزي رجالي الاقبال علي التفصيل بات ضعيفا جداً لذا فقد لجأ لشراء ترابيزة للكي وتحول المحل من ترزي الي مكوجي في الاحتفاظ باللافتة الموجودة علي المحل. ويري عبدالسلام محمود - ترزي رجالي ان الزبون يعترض دائما علي أجره الترزي ويفاصل فيها بينما يشتري الجاهز دون مجادلة بالرغم من وجود العديد من العيوب به ويأتي الينا بعد ذلك لإصلاحها وضبطها كما يريد فلماذا لايشتري القماش ويأتي الينا من البداية ؟ لان عملية التفصيل اسهل بكثير من الاصلاح والتعديل.