أستاذ نساء وتوليد: استسهال الولادة القيصرية سبب انتشارها «وقت أقل وفلوس أكثر»

أكد الدكتور محمد ممتاز، نائب رئيس الجمعية المصرية لأمراض النساء والتوليد، أستاذ أمراض النساء والتوليد، بكلية طب قصر العينى، أهمية العناية بالولادة الطبيعية، مشيرا خلال حواره ل«الوطن» إلى أنها تقلل فرص دخول الطفل المولود للحضانات والرعايات على خلاف الولادة القيصرية التى تعرض معظم الأطفال المولودين قيصرياً للإصابة بالصفراء ودخول الحضانات.. وإلى نص الحوار:
«ممتاز»: الولادة الطبيعية تُكسب الطفل مناعة وتعيد الأم لممارسة حياتها اليومية بشكل صحى وأسرع
بداية حدثنا عن أهمية الولادة الطبيعية بالنسبة للأم والجنين؟
- الولادة الطبيعية، هى الأصل، والقيصرية تعتبر استثناءً حال رأى الطبيب صعوبة فى الإجراء الطبيعى، ورأى خطورتها حال إجرائها دون ضرورة، ومن أهم مزايا الولادة الطبيعة للأم أنها تكون أقدر على ممارسة الحياة اليومية والاهتمام والعناية بالطفل بعد عدة أيام من الوضع، عكس الولادة القيصرية التى تظل فيها الأم داخل السرير أو حركتها بسيطة لعدة أسابيع وقد يستغرق الألم مدة أطول، والتغيرات الفسيولوجية التى تحدث بعد «الطبيعية» مهمة للأم، حيث يعود الرحم مرة أخرى لطبيعته والسيدة تكون قادرة على الإرضاع بشكل طبيعى.
ما تأثير كلا النوعين على المولود؟
- خلال مرور المولود بقناة الولادة أثناء العملية الطبيعية يكتسب جسده البكتيريا النافعة ويتخلص من السائل السلوى الذى كان محيطاً به خلال فترة الحمل وذلك عن طريق الرئتين وتسرّع هذه العملية من قدرة الطفل على التنفس بشكل سليم.
كيف تتابع ارتفاع معدلات الولادة القيصرية فى مصر مؤخراً؟
- فى السبعينات لم تتجاوز نسبة الولادة القيصرية 5%، وفى التسعينات وصلت 15%، وفى 2015 كشف المسح الصحى المصرى عن وصول الولادة القيصرية إلى 52% وهذا الرقم جعل مصر الدولة الثانية على مستوى العالم فى معدلات الولادة القيصرية، ووفقاً لآخر مسح صحى فقد تبين أن المعدل وصل إلى 72% وهذا الرقم كبير عالمياً وبدون وعى، ويعنى أن الزيادة كل 5 سنين من 30 ل40% ويجب التصدى لذلك.
ما النسبة التى يجب ألا تزيد عليها الولادة القيصرية؟
- النسبة يجب ألا تزيد على 20%، وكلما قلت كان أفضل، وفى أمريكا وصلت 30% وأوروبا 20% ومعظم الحالات هناك تتعلق بصحة الأم والجنين، والطبيب يتخذ القرار لأسباب تتعلق بحالة الرحم والحوض والولادة المبكرة والمتأخرة وولادة توأم وغيرها.
ما تعليقك على تحول الولادة القيصرية إلى بيزنس لبعض الأطباء؟
- بعض الأطباء يفضلونها لأن الوقت المستغرق فيها أقل من الطبيعية والبعض يجريها فى نصف ساعة، أما الطبيعية فدورتها تستغرق 12 ساعة بخلاف ساعات المتابعة، وبعض الأطباء يرون أن أجر الولادة القيصرية أعلى، لذلك لا بد من المساواة بين الولادة الطبيعية والقيصرية من ناحية الأجر، وهناك بعض الأسباب الأخرى مثل عدم توافر إمكانيات إجراء الولادة الطبيعية داخل المستشفى، مثل أجهزة قياس نبض الجنين، وكل هذه الأمور يجب النظر إليها وقد وجّه وزير الصحة والسكان بحل تلك المعوقات.
ما تأثير تكرار الولادة القيصرية ومضاعفاتها على الأم؟
- متوسط الولادة فى مصر يكون 3 أطفال، وفى حال أجرت السيدة فى الحمل الأول ولادة قيصرية تكون الثانية قيصرية ومضاعفاتها فى الحمل الثانى تزيد 20%، والجرح يكون كبيرا ونزيف ما بعد الولادة يزيد فى كل ولادة، والولادة الطبيعية فى المرة الأولى تكون صعبة لكن فى الثانية والثالثة تكون أخف وأسهل وتتعرض الأم للإصابة بالمشيمة الملتصقة.
التجربة البرازيلية
يجب رفع الوعي وزيادة الأجور والمساواة بين الولادة القيصرية والطبيعية، واقتصار اللجوء للقيصرية على الحالات التى حددها العلم والطب فقط، وهناك دور على السيدات والمقبلات على الزواج، حيث يجب توعيتهم صحياً، ولدينا تجربة البرازيل عندما احتلت المركز الثالث فى معدلات الولادة القيصرية، وتدخلت الدولة من خلال كافة الأجهزة المعنية «صحة وتعليم وإعلام» وخلال 5 سنوات نجحت فى خفض معدلات الولادة القيصرية.