الإرهاب هو أكبر قوة داعمة لأى نظام شمولى، الإرهاب يمنح قبلة الحياة لأى ديكتاتور، الإرهاب يمنح للصوص حق العودة وبدون شروط، الإرهاب يؤجل أى عمل ديمقراطى، الإرهاب يخرس أى صوت مطالب بالحريات، الإرهاب يجرد المطالبين بحقوق الإنسان من مواصلة دورهم، الإرهاب يُتخذ منه ذريعة للفشل والفساد والديكتاتورية وتكميم الأفواه، الإرهاب لم يعصف يوماً بنظام حكم. الديكتاتور ونظامه وأبواقه فى أى دولة من دول العالم يتذرع دائماً بفشله فى أى قضية مردداً: «لا صوت يعلو فوق صوت مقاومة الإرهاب». كلما أراد كاتب حر أن يقاوم إهداراً لحقوق الإنسان توقفه على الفور وقوع عملية إرهابية، وكلما أراد فتح ملف فساد، فوجئ بمن يرد عليه أتتكلم عن الفساد وتترك الدماء، وكلما أراد معارضة تشريعات استبدادية فوجئ بمن يبرر أن الإرهاب فى حاجة إلى ردع ومقاومة. الإرهاب يمنح الحاكم وأركان نظامه توجيه تهم لكل صاحب رأى وفكر ومقاوم للفساد بالعمالة والخيانة، الإرهاب يمثل مظلة لمرور كل رموز الحزب الوطنى مرة أخرى إلى سرقة المال العام وبيع مقومات الوطن ويمنحهم السيطرة على المؤسسة التشريعية، ومنها إلى السلطة التنفيذية، الإرهاب ينفر الناس من المتدين الحقيقى الذى يلفظ الإرهاب والعنف، الإرهاب يؤجل معارك مقاومة الفساد والاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان وبناء الإنسان السليم والوطن القوى. نواب الوطنى الفاسدون والمستبدون بنوا مجدهم الفاسد طوال ثلاثين عاماً من خلال تمريرهم لحالة الطوارئ، وكان مبررهم الوحيد: الإرهاب. الإرهاب منح حق استمرارية مبارك لأكثر من ثلاثين عاماً، الإرهاب جعل من لصوص البلاد ومستبديها أبطالاً ورموزاً، الإرهاب يعطى الفرصة لحقراء فى الإساءة إلى الإسلام. إن توقف الإرهاب معناه وجود مادة أخرى على شاشات الفضائيات وصفحات الجرائد ومواقع الأخبار، معناه مقاومة الفساد، والتصدى لعودة أركان نظام باع المصانع والشركات وشرّد العمال، وعقد صفقات مشبوهة وهرّب الأموال إلى خارج البلاد، توقف الإرهاب معناه إجبار نظام على بناء دولة العدل والحريات وحقوق الإنسان. توقف الإرهاب معناه فتح ملفات فساد نظام ما قبل 25 يناير على أوسع نطاق فى الصحف والبرامج والمؤتمرات والبرلمان، توقف الإرهاب تجريد الطغاة والمستبدين والفاسدين من ذريعتهم الأساسية فى نشر مخططهم نحو إلهاء الأمة. الإرهاب هو الغطاء الجوى لاستمرار الطغاة والفراعنة والأنظمة الشمولية والفساد والاستبداد والفشل. وأقول لكل إرهابى: ارحل من حيث أتيت غير مأسوف عليك.