في درب سعادة أو بولاق، في الجمالية والدرب الأحمر، من الطبيعي أن تجد بقايا عروسة المولد بهيئتها القديمة، الجسم المصنوع من الحلاوة، والوجه المصبوغ بالألوان الطبيعية، وتلك القصاصات الملونة التي تعطيها مظهرها المبهج، لكن أن يكون كل ذلك بأشهر محال الحلويات في المعادي، فهذا ما لم تتوقعه "صفاء"، حين ذهبت لشراء حلوى المولد "ماركة". وسط أقراص الحلوى والمكسرات، وقفت "صفاء" – ربة منزل – تحدق عيناها لحصان وعروسة المولد بتراثهما القديم، تسأل البائع: "هو الحصان والعروسة الحلاوة للبيع ولا منظر؟"، فجائها الرد: "صاحب المحل حطهم منظر عشان نرجع أيام زمان لزباينا، بس في زباين بيصروا يشتروها، فبنبيع حصان الحلاوة ب40 جنيه والعروسة الحلاوة ب60". لم تتردد السيدة الأربعينية في شراء حصان حلاوة المولد بتراثه القديم لأبنائها، "عيالي ال3 ولاد، واشتريت لكل واحد حصان حلاوة، عشان يعرفوا حلاوة المولد بتاعة زمان كانت عاملة ازاي، مش البلاستيك بتاعت الأيام دي"، مضيفة "كل سنة متعودة اشتري لعيالي حصان بلاستيك من اللي كنت بلاقيه في السوق، ولما لقيت القديم جبته منظر في البيت، بس أكيد مش هاكلهم منه عشان سمعت إنه في أضرار". "محمد" بائع الحلوى بالمحل، أكد أن حصان وعروسة المولد "الحلاوة" لم تكن للبيع من الأساس، "احنا أول سنة نحط عروسة المولد الحلاوة والحصان وسط حلاوة المولد، بس صاحب المحل حطها زينة وسط الحلويات عشان يفرح الزباين، واللي موجود في المحل كله عروستين وحصان واحد، وممنوع بيعهم للزباين عشان غير مصرح بيهم، واحنا محل كبير ووجودهم مش أكتر من منظر".