يرى العديد من البشر، أنّ إمكانية التنبؤ بأحوال الطقس لمدة أسبوع أو أكثر أمرًا صعبًا، فما بالنا بالتنبؤ بدرجات الحرارة العالمية لعقود قادمة؟ وبحسب صحيفة «التايمز» البريطانية، فإن جون سوير، أحد العلماء في مكتب الأرصاد الجوية البريطانية، قدم منذ 50 عام تنبؤً مذهلاً عن الاحتباس الحراري، وارتفاع درجة حرارة الأرض. وأوضحت الصحيفة البريطانية إنّه قبل 50 عامًا، قال «سوير» إن العالم سترتفع درجة حرارته بمقدار 0.6 درجة مئوية، بنهاية القرن العشرين بسبب ثاني أكسيد الكربون، الناتج عن أنشطة بشرية، مع تأثيرات الاحتباس الحراري، وكانت التنبؤات دقيقة بشكل ملحوظ، وبحلول عام 2000 ارتفعت درجة حرارة الكرة الأرضية بمقدار 0.5 درجة مئوية. وقالت الصحيفة البريطانية، إنّ ورقة «سوير» البحثية، أكدت رغم الكتلة الهائلة للغلاف الجوي، فإنّ تأثير النشاط البشري على البيئة كان يقترب من نطاق لا يمكن تجاهله تمامًا، كمساهمين محتملين المناخ والتغير المناخي. اعتمد على أعمال رواد علم المناخ وأضافت الصحيفة البريطانية، أنّ ورقة «سوير» البحثية، اعتمدت على أعمال العديد من رواد علم المناخ، وناقش خلالها مبادئ دورة الكربون العالمية، ودور التنمية الصناعية كمحرك لارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، والعوامل التي تؤثر على استجابة درجة الحرارة العالمية لهذا الارتفاع، مشيرًا إلى التطور الصناعي، الذي يسير مؤخرًا بمعدل متزايد، ويزيد معه إنتاج ثاني أكسيد الكربون بشكل كبير. وأظهرت ورقة «سوير» البحثية، نسخة مبكرة من الرسم البياني لغاز ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي في هاواي، موضحًا أنّ ثاني أكسيد الكربون، يتراكم في الغلاف الجوي بنحو نصف معدل الانبعاثات بسبب امتصاص النصف الآخر من قبل الغطاء النباتي العالمي والمحيطات.
واستشهد «سوير» في ورقته البحثية، بآراء خبير الأرصاد الجوية السويدي بيرت بولين، الذي أصبح فيما بعد أول رئيس للهيئة الحكومية الدولية التابعة للأمم المتحدة، والمعنية بتغير المناخ «IPCC»، الذي قدر ارتفاعًا بنسبة 25% في ثاني أكسيد الكربون بالغلاف الجوي بنهاية القرن العشرين. التنبؤ المبكر بتغير المناخ وشرحت ورقة «سوير» البحثية بعض العمليات الرئيسية، المؤدية لارتفاع ثاني أكسيد الكربون، وبالتالي ارتفاع درجة حرارة المناخ، مسببة الاحتباس الحراري، وزيادة بخار الماء كرد فعل على زيادة درجة الحرارة: «نظرًا لأن ثاني أكسيد الكربون، أحد الغازات الرئيسية المشاركة في تبادل الإشعاع في الغلاف الجوي وفي إشعاع المحتوى الحراري للأرض، فمن المحتمل أنّ يؤثر التغيير في محتوى ثاني أكسيد الكربون داخل الغلاف الجوي على ارتفاع درجات الحرارة».
ووصف «سوير»، زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون، بأنها تميل إلى العمل كبطانية تحافظ على دفء الأرض، كما استشهد سوير بعمل سيوكورو مانابي، رائد النمذجة المناخية الذي حصل على جائزة نوبل للفيزياء في عام 2021، ويوضح الرسم البياني، أدناه كيف يقارن تنبؤ سوير، الممثل ب«الخط الأحمر» بدرجات الحرارة المرصودة، بافتراض أن تنبؤاته تنطبق على العقدين حول عام 2000 «الخط الأصفر» مقارنة ب 20 عامًا حول تاريخ نشر ورقته البحثية «الخط الأزرق». رسم بياني يوضح يوضح زيادة نسبة ثاني أكسيد الكربون وشغل «سوير» منصب رئيس لجنة علوم الغلاف الجوي التابعة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، وانتُخب زميلًا في الجمعية الملكية في عام 1962، وكان أيضًا زميلًا في الجمعية الملكية للأرصاد الجوية، وشغل منصب رئيسها من عام 1963 إلى عام 1965، وتوفي «سوير» في سبتمبر 2000، وتظل ورقته البحثية مثال مبكر لمراجعة الفهم المعاصر، لتأثير الإنسان على المناخ من خلال حرق الوقود الأحفوري.