قتل 26 شخصًا على الأقل اليوم، بعد أن فجر انتحاريًا نفسه، في تجمع لمقاتلين سنة مناهضين لتنظيم "داعش"، في منطقة المدائن جنوب شرق بغداد، حسب ما أفاد مسؤولون عراقيون. وأشارت حصيلة سابقة إلى مقتل 21 وإصابة 48 آخرين بجروح جراء الهجوم. واستهدف التفجير تجمعًا لمقاتلين من مجموعات تعرف باسم "الصحوات"، ينتظرون الحصول على رواتبهم قرب قاعدة عسكرية للجيش العراقي، وأدى التفجير إلى إصابة 56 شخصًا على الأقل بجروح. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم، لكن الهجمات الانتحارية أسلوب تعتمده الجماعات المتطرفة، لا سيما تنظيم "داعش"، الذي يسيطر على مساحات واسعة في سورياوالعراق. وشن التنظيم هجومًا كاسحًا في العراق في يونيو، ما أدى إلى سيطرته على مناطق عدة ذات غالبية سنية، في محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار. واستخدم مصطلح "الصحوات"، للإشارة إلى المجموعات التي نشأت خلال الوجود الأمريكي في العراق 2003-2011، وقاتلت بدعم من واشنطن ضد المجموعات المتطرفة، وابرزها تنظيم "دولة العراق الاسلامية" المرتبط بالقاعدة، والذي تعود جذور تنظيم "داعش" إليه. وشكلت "الصحوات" عاملًَا أساسيًا في تراجع أعمال العنف، والحد من تأثير تنظيم القاعدة في العراق، وكانت رواتب مقاتلي الصحوات مرتبطة بالقوات الأمريكية، إلا أنه مع انتقال ذلك إلى مسؤولية السلطات العراقية، شابت العملية مشكلات عدة منها التأخير أو انعدام الأموال. وبعد سيطرة تنظيم "داعش" على مساحات واسعة في العراق، تسعى الحكومة الى استمالة العشائر السنية للقتال إلى جانبها ضد الجهاديين، كما أكدت واشنطن التي تقود تحالفًا دوليًا ينفذ ضربات جوية ضد التنظيم المتطرف، أهمية دور العشائر السنية في القتال ضده.