اعتادت الدول العربية على الخلاف دائما، حتى في شعائرهم الإسلامية، وخاصة ظاهرة رؤية هلال الشهر الكريم، وشهر ذي الحجة لتحديد وقفة عرفات، ويأتي الخلاف من اعتماد دول عربية، وإسلامية على الرؤية الشرعية بالعين، فيما تعتمد دول أخرى على المنظار، وهناك دول ذهبت إلى الحسابات الفلكية في دخول الأشهر الهجرية. بعض العلماء رأى أن هذا الأمر يحدث في شهر "الصيام" لقوله في الكتاب الكريم "صوموا لرؤيته"، يفسرها البعض أن لرؤية تعني أبناء كل بلد، وكل دولة على حدة، فمن رأى الهلال صام ومن لم يره أكمل شعبان ثلاثين يوما. البعض الآخر يرى أن الأمر في قوله "صوموا لرؤيته، وافطروا لرؤيته" هو أمر لجميع الدول، والبلاد بمعنى "إذا رأته بلد، أو دولة من دول الإسلام وجب على الآخرين أن يصوموا". ولكن يختلف الأمر في رؤية هلال شهر ذي الحجة، وذلك لارتباط مناسك الحج، بالأراضي المقدسة، فكان لزما على جميع الدول العربية، التنسيق مع المملكة العربية السعودية، في رؤية هلال ذلك الشهر، وعلى الرغم من ذلك يستمر أيضا الخلاف حول رؤية الهلال بين الدول العربية والإسلامية. وكانت الدول دائمة الخلاف حول رؤية هلال الشهر الكريم أو وقفة عرفات، "ليبيا، والإمارات، والسعودية، ومصر" قبل ثورات الربيع العربي، وبرر البعض ذلك نتيجة للخلاف السياسي، بين الحكام العرب قبل انطلاق الربيع العربي. ولكن استمر الخلاف حتى خلال شهر رمضان الكريم، ففي شهر رمضان المنقضي اختلفت الحسابات الفلكية التي أجراها كل من علماء الفلك في السعودية والمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية بمصر، حول أن غرة شهر رمضان ستوافق يوم الجمعة، مع إعلان "المشروع الإسلامي لرصد الأهلة"، في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، أن غرة شهر رمضان المبارك ستكون يوم السبت في جميع الدول العربية.