الأحاديث والحقائق الصادمة حول غذاء المصريين جعلتهم يضربون أخماساً فى أسداس لا يعرفون ماذا يأكلون ويشربون أو كيف يوقفون زحف الأمراض إلى أجسادهم التى تعانى نتيجة لغذائهم الملوث إن لم تكن البيئة التى يعيشون فيها بأكملها، كما لو كان لا يكفيهم ضعف الظروف الاقتصادية التى لا توفر لهم الغذاء المتوازن الصحى! ومع ذلك فلا حياة لمن تنادى رغم تعالى الأصوات لفتح بعض الملفات شديدة الأهمية كملف تلوث وتسمم الأسماك نتيجة لاختلاط مياه الصرف الصحى والمخلفات -بجميع أنواعها تقريباً- مع مياه النيل والبحيرات، ما يطرح تساؤلاً حول أسباب غض الطرف عن هذه الأزمة! وإلى أى مدى يعانى بعض المسئولين من السلبية واللامبالاة؟! ومع البحث فى هذا الموضوع وعلى سبيل التذكرة توجد بعض الحقائق العلمية المؤسفة التى يجب أن توضع فى الاعتبار؛ حيث يحتوى الجرام الواحد من مخرجات جسم الإنسان المختلفة على 10 ملايين فيروس، بالإضافة إلى مليون أخرى من البكتيريا كالسالمونيلا مثلاً التى تؤدى إلى الإصابة بالتيفويد والنزلات المعوية، كذلك بكتيريا الشيجلا التى تتسبب فى الإسهال، وأيضاً بكتيريا الإسشيرشيا كولاى التى تتسبب فى القىء والإسهال، إضافة إلى أنها قد تؤدى إلى الجفاف، وعلى وجه الخصوص بالنسبة للأطفال، أما بكتيريا اللبتوسبيرا فتترتب عليها أمراض التهابات الكبد والكلى والجهاز العصبى المركزى، وبكتيريا الفيبريو تتسبب بدورها فى مرض الكوليرا خلاف أمراض أخرى كثيرة غالباً ما تظهر بسبب التعامل مع المياه الملوثة أو المختلطة بالصرف الصحى سواء بشكل مباشر عن طريق التناول أو غير مباشر، كالاستحمام أو حتى تناول الأسماك التى عاشت أو تكاثرت بها، ومن هذه الأمراض مثلاً مرض شلل الأطفال، وكذلك الحمى الصفراء والجرب والملاريا! ولا ننسى أن بعض العلماء يرى أن الفلزات الثقيلة مثل الزئبق والرصاص والزنك لها تأثير قوى وقدرة كبيرة على التراكم فى أنسجة الحيوان والنبات أيضاً لذا تعتبر أيضاً النباتات التى تروى بمياه الصرف الصحى غير المعالجة ضارة جداً لصحة الإنسان وللنبات على حد سواء، كما أن بعض الملوثات العضوية والكيميائية بدورها تتسبب فى الإصابة بالأورام والفشل الكلوى، ومع كل هذه الحقائق العلمية الصادمة والتى تعكس لنا مدى معاناة المصريين جراء هذه الكارثة ورغم علم المسئولين بها نجد أنه لم يؤخذ هذا الموضوع بعد (بجدية) مع كم الشكاوى الهائل الذى يرد إلى المسئولين فى هذا الشأن، ورغم أيضاً أنه ثبت علمياً من خلال أحد الأبحاث تفشى الأمراض الكبدية وغيرها من الأمراض القاتلة بين المواطنين فى المناطق المحيطة ببحيرة المنزلة مثلاً نتيجة لنفوق الأسماك بها جراء تلوث المياه مما يدق ناقوس الخطر بقوة، خاصة إذا ما وضعنا فى الاعتبار أن الخضراوات والفاكهة كذلك فى أغلب الأمر تحمل للمواطن نفس المخاطر الصحية والبيئية نظراً لسوء عملية الرى، إذن ومن جديد هذا رجاء عاجل إلى السادة المسئولين لفتح هذه الملفات الخطرة لاتخاذ ما هو لازم فى أسرع وقت ممكن ولإنقاذ ما يمكن إنقاذه من صحة وحياة المصريين الغالية، حفظ الله مصر وشعبها الطيب من كل سوء، وإلى اللقاء السبت المقبل.