حرائق الغابات تحاصر أوروبا.. و«ماكرون»: «سنُجبر على اتخاذ قرارات هيكلية»

قالت قناة «سي بي سي»، الكندية إن قوات خدمات الطوارئ تحاول إخماد حرائق الغابات في جنوب أوروبا وسط عمليات إجلاء جماعية، حيث تصاعدت مطالبات بضرورة تكثيف مكافحة تغير المناخ بعد أشد أيام بريطانيا حرارة، وأضافت القناة في تقرير لها أن خدمات الطوارئ كافحت حرائق الغابات في أجزاء من جنوب أوروبا بعد موجة حرارة حطمت الرقم القياسي، ألقى علماء المناخ باللوم فيها على ظاهرة الاحتباس الحراري.
حرائق في توسكانا الإيطالية
وأضافت القناة في تقرير لها أن رجال الإطفاء في مدينة توسكانا الإيطالية يحاولون إخماد النيران لليوم الثاني من أجل السيطرة على حريق غابات أجبر المئات على النزوح، بينما امتد حريق في شمال شرق إيطاليا إلى سلوفينيا ما قد يجعل مدينة ترييستي بدون خدمات الكهرباء والماء، حيث اندلعت حرائق الغابات في أجزاء عديدة من إيطاليا هذا الأسبوع مع استمرار ارتفاع درجات الحرارة، وكانت تسع مدن في إيطاليا أعلنت حالة التأهب بسبب الحرارة، وسط تحذيرات من مخاطر صحية خطيرة مرتبطة بالطقس، ومن المتوقع أن يرتفع عدد المدن الإجمالي إلى 14، بما في ذلك روما وميلانو وفلورنسا، وقد يصل العدد إلى 16 مدينة غدا.
وذكرت وسائل إعلام إيطالية أنه مع عبور النيران الحدود إلى سلوفينيا، تم حث سكان أربع قرى شوهدت معرضة لخطر النيران على مغادرة منازلهم، وقال عمدة تريستا روبرتو ديبيازا، لقناة تلفزيونية محلية إن أجزاء من المدينة التي يبلغ عدد سكانها 200 ألف شخص قد تتوقف فيها خدمات الكهرباء، دون تحديد السبب، وأن هذا سيؤثر على إمدادات المياه لأن المضخات لن تكون قادرة على العمل.
رقعة الحرائق تتسع في اليونان
من جهة أخرى، عانى رجال الإطفاء في اليونان، بسبب الرياح العاتية، لاحتواء حريقين غربي أثينا، وذلك بعد جهود على مدار الساعة لوقف حريق في ضواحي المدينة اجتاح مناطق مأهولة بالسكان وأجبر المئات على إخلاء منازلهم، وقال وزير الحماية المدنية وتغير المناخ في اليونان كريستوس ستيليانيدس: «بالنظر إلى الظروف التي أوجدها تغير المناخ، لدينا حرائق جديدة تتسع، والظروف التي نعمل في ظلها سيئة للغاية، فقد تجاوزت سرعة الرياح 110 كيلومترات في الساعة في بعض المناطق، وأدى الدخان الكثيف إلى تعتيم السماء فوق جبل بينتيلي، على بعد 27 كيلومترًا شمال أثينا، حيث تمكن ما يقرب من 500 من رجال الإطفاء و 120 سيارة إطفاء و15 طائرة تحمل المياه من السيطرة على انتشار حريق غذته الرياح العاصفة».
دعوات للتكيف مع تغير المناخ في بريطانيا
وأثارت موجة الحر التي حطمت الرقم القياسي في بريطانيا دعوات للحكومة لتسريع جهودها للتكيف مع تغير المناخ بعد يوم من حرائق الغابات التي أدت إلى أكثر الأيام ازدحامًا لرجال الإطفاء في لندن منذ أن هطلت القنابل على المدينة خلال الحرب العالمية الثانية، وقال رئيس العلوم والتكنولوجيا في مكتب الأرصاد الجوية البريطاني، ستيفن بيلشر، إنه ما لم يتم تقليل الانبعاثات، فقد تواجه البلاد موجات حرارة مماثلة كل ثلاث سنوات، بينما قال وزير الخزانة البريطاني سايمون كلارك إن ارتفاع درجة الحرارة القياسي غير المسبوق يوم أمس عند 40.3 درجة مئوية كان بمثابة تذكير بأهمية معالجة تغير المناخ.
ماكرون يزور المنطقة المتضررة من الحرائق
من جانبه، زار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون منطقة جيروند الأكثر تضررا في البلاد، في الجنوب الغربي، حيث قالت السلطات المحلية إن تحسن الأحوال الجوية مع تحرك موجة الحر في فرنسا شرقا يساعد في احتواء النيران، والتقى ماكرون برجال الإطفاء الذين يكافحون النيران منذ أسبوع، حيث حاول رجال الإطفاء الفرنسيون منع اندلاع حرائق ضخمة عبر الغابات المهددة، باستخدام الآلات الثقيلة لاقتلاع الأشجار والجذور، تاركين شرائط قاحلة كبيرة من أراضي الغابات لوقف الحرائق، وقال ماكرون إن التحول في المناخ يؤدي إلى مزيد من حرائق الغابات وسيجبر فرنسا والاتحاد الأوروبي على اتخاذ قرارات هيكلية خلال السنوات المقبلة.
توقعات بارتفاع درجات الحرارة في البرتغال وأسبانيا
في حين منح الطقس الأكثر برودة رجال الإطفاء في إسبانيا والبرتغال بعض الراحة، ومن المتوقع أن ترتفع درجات الحرارة مرة أخرى إلى 40 درجة مئوية في الأيام المقبلة، وقال قائد الحماية المدنية في المنطقة الشمالية في البرتغال، أرماندو سيلفا، إن ارتفاع درجات الحرارة والرياح القوية ستجعل من الصعب مكافحة أكبر حريق غابات في البلاد، والذي أدى إلى حرق ما بين 10 إلى 12 ألف هكتار منذ يوم الأحد الماضي في بلدية مورسا وحولها، كما تسبب في وفاة 1063 شخصًا.
وفي إسبانيا، أدت موجة من الحرائق في منطقة جاليسيا الشمالية الغربية إلى إحتراق 85 منزلاً وإجبار 1400 شخص على النزوح، وزار رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز المنطقة في وقت متأخر من يوم أمس وحذر من الأيام الصعبة المقبلة في جاليسيا وبقية إسبانيا.