انتشرت فى الفترة الأخيرة ظاهرة سلبية فى المجتمع المصرى وبخاصة بين جيل الشباب والأصدقاء ألا وهى ظاهرة الشتائم فى كل مكان وجميع الظروف بين الذكور والإناث بقصد المزاح والهزار، فيقول الصديق لصديقه «يا حيوان» أو تقول الصديقة لصديقتها «يا بقرة» كأنه كلما زادت المحبة والصداقة كثرت الشتائم بينهم بحيث لم تعد الشتيمة تدل على التوبيخ والتهزيق ولكن أصبحت تدل على عمق الصداقة، والبعض يستخدم الشتيمة كأسلوب إنهم «فيرى» خصوصا على مواقع التواصل الاجتماعى لجذب أكبر عدد من المتابعين. معظم الناس تنطق كلمات شتيمة من وقت لآخر، ومنهم من يشتم كثيرا، ويصبح منتقَدا فى محيطه، والغريب ان علماء النفس يقولون الآن إن إطلاق كلمة نابية بين الحين والآخر «أمر مفيد للصحة»، وقد أظهرت الأبحاث أن «كلمة بذيئة فى بعض الأحيان يمكن حتى تجعل الشخص أقوى»، وأن جرعات صغيرة من الألفاظ النابية يمكن أن تساعد فى السيطرة على العواطف وجعل إدارة الألم أسهل. آية عبد السلام، الطالبة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، تقول إن هذا يعبر عن تدنى المستوى الأخلاقى الذى وصل إليه المجتمع ككل، فالبعض يستخدمها ليس فقط للسب ولكن للهزار، فتجد شخصا يسب شخصا آخر بأمّه على سبيل الهزار ولا تجد أى رد فعل من الطرف الأخر وأصبح هذا السلوك عادة فى المجتمع. وأضافت ريهام محمد، الطالبة بكلية الآثار جامعة القاهرة، أن هذا سلوك غير لائق ويعتبر إهانة وبخاصة مَن يسبّ الأم أو الأب لأن الوالدين شىء مقدّس. وأكدت عزة عبد المجيد، الطالبة بكلية التجارة جامعة القاهرة، أن هذا غير لائق ويدل على تدنى أسلوبنا ولكنها أصبحت عادة. بينما قالت دينا رضا، الطالبة بكلية الآثار جامعة القاهرة، «عادى لو دى صاحبتى أوى لازم أشتمها عشان من غير شتيمة بيعرفوا إنى زعلانة منهم أو لو ناديت بأسمائهم ولكن لها حدود والسب بالأم أو الأب يعتبر خطا أحمر». وقالت ميادة جمال، الطالبة بكلية العلوم جامعة القاهرة: «عادى لازم الصحاب أوى يهزأوا بعض من باب الهزار لكن لو مش صحاب أوى لا ماينفعش». ويرى أحمد عبد السلام، الطالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه فى الآونة الأخير تفشَّى بين الأصدقاء خصوصا من الشباب الهزار المتسخ، بمعنى أنه صار الواحد فيهم يدعو صاحبه بابن فلانه أو ابن فلان أو لفظ سباب، نظرا للتطورات التى طرأت على المجتمع من أفلام منحدرة وثقافة خطأ تتوراثها الأجيال، والانطباع الخاطئة بأن استخدام مثل هذه الألفاظ من الجنتلة أو «الشاب الكول»، ويضيف أن هذا مرفوض كمًّا وكيفًا من ناحية الدين الذى يحكمنا ويحرّم هذا، يقول الله تعالى «ولا تنابزوا بالألقاب» و«ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد»، كما أنا عاداتنا تنبذها لأنها لا تتوافق مع تقاليدنا العربية الإسلامية. ويرى الدكتور أحمد سعيد، طبيب نفسى، أن انتشار الشتائم عموما هو صدى لحالة من القهر والظروف الصعبة التى يعيشها المصريون، فتبادل الشتائم سواء فى الهزل أو فى المشاجرات تعبير عن التفريج عن النفس وعن مساحات متاحة من التعبير غير اللائق التى يمكن تداركها بسهولة وبتسامح، فهو يرى أن جانبا من استخدامها تعبير عن نوع من «العشم» بين الناس.