المرة الأولى التى سمعت فيها لفظا نابيا كان عمرى يداهم أوكار الثانية عشرة ربيعا، لا أعرف حتى هذه اللحظة كيف نما إلى علمى إن دى كلمة قبيحة ، كان الحديث حول موضوع فى غاية الأهمية وهو كيفية وصول المعلم رشدان إلى قيادة النينجا ترتلز ، ايه اللى يخلى لا مؤاخذة فى الكلمة فار- مهما كان حجمه أو هيبته التى استمدها من إرتدائه لروب كرم مطاوع - يسيطر على أربعة سلاحف عملاقة فى مجارى صرف نيويورك، مع كامل إحترامنا للقوارض كونها تمثل أكتر من 40% من أنواع الثدييات بس بردو يعنى ايه اللى لم القوارض على الزواحف فى مانهاتن، لا يوجد مبرر لذلك أبدا ، كنت من محبى المعلم رشدان وكنت شايفه حكيم إلى حد ما ويستحق شرف قيادة النينجا فى مواجهة شردر بعكس صديقى الذى كان يمقته مقتا شديدا ، احتدم الخلاف بيننا فى لحظة ثم تنبس باللفظ إياه صارخا " أصلا المعلم رشدان دا تيت" ! أذكر القفش اللى قفشناه أنا وباقى العيال عليه واللمزات والهمزات والغمزات المصحوبة بنظرات الإستقباح والإستنكار شديدة اللهجة حتى تورد وجهه خجلا وكادت كلابيظه أن تترك عظام وجنته عارية فى حوش المدرسة دون جلد يدثرها .
منذ بداية الثورة ومازلت لا أجد سببا مقنعا للربط بينها وبين "الجهر" بالبذاءة ، لا أقل أننا كشعب أدخلنا الشتائم إلى قاموس تعاملاتنا اليومية بعد الثورة أو أننا قمنا بتسجيل براءات إختراع لأقذع ألوان السب بعد نزولنا إلى الشارع ،نحن قبل الثورة شعب سليط اللسان وشتيمتنا لبعض فى كثير من الأحيان كانت فى الغالب وسيلة من وسائل إظهار المحبة وعمق الصداقة يعنى لو اللى بتتكلم معاه صاحبك أوى يبقى مفيش مانع تذكر الست والدته بأبشع الصفات ، ما أجده غريبا هو كوننا أصبحنا بعدها نعتاد ذلك الأمر ولا نشجبه بل أننا وصلنا الان إلى مرحلة التفاخر به وصارت الشتيمة تصنف كإحدى طرق حرية التعبير مش موضوع هزار بين 2 صحاب .
اه بالمناسبة إذا كنت سوف تقوم بتصنيف المقال كمقال سياسى فمن الأفضل ألا تكمله ، أنا بصدد الحديث عن قضية أخلاقية محضة يعنى على أساس أنهم بيقولوا أننا بنى ادمين وفيه إشاعات مروجة بتقول إننا مسلمين وكدة فمفيش مانع إننا من حين لأخر نتطرق للأخلاق والكلام الفاضى ده .
الشتيمة كان مكانها الأكشاك عالنواصى ، لما كنت بتبقى واقف جنب تلاجة البيبسى والأنامل تداعب سيجارة فرط ، كان مكانها استاد القاهرة فى ماتش بين الأهلى والترجى لما لعيب تونسى يقع عالأرض كى يضيع ما تبقى من وقت فى مباراة الإياب وحينما يعلو صوت الجمهور فى صدوح "** أمك يا تونس " يركض أحمد الهن نحو مؤشر الصوت ضاغطا زر الميوت حتى لا تتأذى البنات وربات البيوت .
الان على تويتر وفيسبوك ، محجبة تسب الدين بأريحية شديدة فى يسر يضاهى عمل التريكو وتخريط الملوخية ، رضيع يستخدم ما يقع بين السبابة والخنصر كى يبدى اعتراضه على عجز الموازنة العامة .
"لا تنابزوا بالألقاب" ، كلما تأملت هذه الاية ، لا أجد وصفا لربنا سوى أنه " شيك" ، لم ينه عن الشتيمة فحسب وإنما ذكر التنابز بالألقاب ، يعنى لما يكون فيه واحد صاحبك بيكره اسم دلع أو لقب أطلقته عليه بلاش منه ومع ذلك خرج علينا بعض الجهابذة منذ كام يوم قائلين إن السب أو ذكر ما يعرض بالسمعة والشرف فى بعض الأحيان أمر مستحب دينيا ، ما أبرىء نفسى ولا أقول إنى ملك ، أنا منيل بنيلة بس فى نفس الوقت الحمد لله مازالت أملك من القوة العقلية ما يمنحنى الحق فى رفض استخدام الشتيمة للتعبير عن موقف أو إبداء رأي -ولو كان صح- فى أى شىء بداية من صينية بطاطس عملتها المدام وصولا إلى هاشتاج السيسى .