يعملون في هدوء.. يجمعون بين طموح الشباب وحب الوطن في صورة فنية مصقولة بالدراسة، قرروا محاربة شوارع القاهرة الرمادية الكئيبة ب"الألوان".. رافعين شعار "هنلونها".. وحينما تُمزج الرغبة الشبابية بقدرات الدولة يسير كل شيء سهل في أعينهم. "هنلونها" مبادرة شبابية مكوَّنة من 40 طالبًا وطالبة من كلية الفنون الجميلة، في جامعة حلوان، تمكَّنوا من الوصول إلى رئيس الجمهورية من خلال "الألوان"، التي استخدموها في رسم السعادة على وجوه المصريين، وإزالة الحزن الذي يخيِّم على شوارع وطرق وكباري القاهرة. حملة شبابية بدأت بالمجهودات الذاتية، وبدعم من عميد كلية الفنون، الدكتور سيد قنديل، حيث كانت الانطلاقة مع كوبري أكتوبر، وكوبري 15 مايو، حيث تلقوا الدعم من رئيس حي غرب القاهرة، اللواء ياسين عبدالباري، ثم أعمدة ميدان عبدالمنعم رياض، وشارع 9 في المعادي، حينما زارهم المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، وقدم لهم الدعم المعنوي، وكانت آخر جدارية لهم على سور مسرح البالون. وتقول كريستين ظريف، منسقة مبادرة "هنلونها"، في تصريحات خاصة ل"الوطن"، إن هدفهم الوصول إلى كل شوارع مصر، وليس القاهرة فقط، حيث يتم الآن التنسيق بينهم وبين المبادرات الأخرى الموجودة في المحافظات المختلفة، من أجل أن تكون مصر دولة ب"الألوان". وعن الدعم الذي يقدَّم للمبادرة قالت: "نحصل على الألوان من خلال عدد من شركات الدهانات، بالإضافة إلى حملة (اسمعونا في أمل)، والتي يتمثَّل دورها في تجميع المبادرات الشبابية سويًا وتغيير المجتمع من خلال تلوين المناطق العشوائية، وتطويرها في المجالات الصحية والتعليمية أيضًا". وأشارت كريستين إلى أنها تشعر بالتفاؤل والأمل عقب لقائها مع الرئيس عبدالفتاح السيسي، ضمن اجتماعه مع عدد من المبادرات الشبابية، حيث أكدت أن "السيسي" وافق على كل مطالبهم، التي تتمثل في "تصريحات، وعمال نظافة، وتسهيلات إجرائية". وأضافت كريستين: "مش محتاجة حاجة تاني، رئيس الجمهورية قالي أنا معاكي". "سنعمل خلال المرحلة المقبلة على المناطق السياحية، لكي نقول للسائحين أن هناك أملًا في هذا البلد، وأنه سيتغير للأفضل، وذلك بالتوازي مع العمل على الشوارع المصرية المختلفة"، بحسب قولها. طلاب يأملون في غد مشرق لبلادهم، يزدادون تفاؤلًا كلما شعروا بأن هناك اهتمامًا حكوميًا بهم، وأن مجهودهم لن يضيع هباءً في عشوائيات قرروا تغييرها ب"الألوان".