يقول علم التشريح إن الزند عظمة فى الساعد، تظل ثابتة فى موضعها إذا قلبت اليد إلى الأسفل، ويقول المشهد القضائى إن الزند يظل ثابتاً كرئيس لنادى القضاة لا يحيد، نادٍ خدمى فى الأساس، لكن رئيسه أحمد الزند جعله مستقراً لتجميع القضاة متصدرين أى مشهد يطولهم. فى مؤتمر صحفى من مؤتمرات عديدة يكون بطلها، وصف عبارة تطهير القضاء التى رددها البعض ب«السخيفة»، ونفى عن منتقدى الأحكام وقتذاك الانتماء للشعب، زمن الأنبياء لم ينته بالنسبة إليه، فالقضاة لديه مرفعون عن العيب، ومنزهون عن كل خطأ. يقول الزند عن نفسه إنه من مناصرى الثورة، ومن مؤيدى المجلس العسكرى، حيث وصفه فى كل موضع ب«الدرع الحامية للوطن»، دخل أزمة عنيفة فى مطلع هذا العام، حين طالب بتعيين أبناء القضاة فى النيابة، وأشار إلى أن مناهضى ذلك الحق من الحاقدين والكارهين، واصفاً وجود أبناء القضاة فى النيابة ب«الزحف المقدس»، يؤمن بأن القضاة ذوو جسد محرم، لا يجوز لأى شىء الاقتراب منهم. حين أصدر قاضى مبارك الحكم، اعترض الناس، هب الزند حامى حمى الأحكام مدافعاً، هدد المعترضين بقطع أرجلهم عن المحكمة، عبر عن منطقية الحكم، وصحة موقف المستشار فى مؤتمر صحفى. أزمة جديدة أخرى طفت قبل حل البرلمان، حين أذيع أن ثمة تعديلا سيلحق بقانون السلطة القضائية من داخل القبة، سمع الزند لفظة (القضاة)، هب مدافعاً، قال فيما نصه إنه والقضاة نادمون على أنهم أشرفوا على انتخابات أتت ب«هؤلاء» تحت القبة، ولو عرفوا لما تفضلوا بالإشراف عليها. الكلمة يرد عليها بعشرة أمثالها. لا يحب الزند وسائل التواصل الاجتماعى مثل «فيس بوك» و«تويتر»، ويراها من الوسائل التى ملأت حياة المصريين بالأكاذيب، وتنشر حالة من القباحة وقلة الأدب فى المجتمع المصرى. حصن القضاء الذى لم يقتحمه أحد، ما إن تظهر أزمة يذكر فيها اسم قاض أو مستشار، إلا ويتصدر المشهد، مجمعاً آلاف القضاة فى لمح البصر على كلمة واحدة، بيده مقاليد الميزان، يميل الكفة يمينا، أو يرسلها يسارا. مساء الخميس الماضى، ما إن تداول خبر تعيين المستشار عبدالمجيد محمود سفيراً بالفاتيكان، وإقصائه عن منصبه نائباً عاماً، انطلق الزند مدافعاً، ليس من خلال «المايك» الذى يجيد الإمساك به، وإنما عبر نادى القضاة، مقر ممكلته، حصنه الأهم، لم يُثنه تأخر الوقت، خرج فى ساعة متأخرة من الليل وراح يطلق الخطب العصماء، ويحمس القضاة، ويهدد بتعليق العمل فى المحاكم، ويقول إن النائب العام أحد أهرام القضاء التى لا يجوز الاقتراب منها. ينجح، وحين يقف النائب العام فى مؤتمر صحفى، بعد نجاحه فى معركته، تصدر المشهد شخص واحد، أحمد الزند، يقبل عبدالمجيد محمود بحرارة أم تستقبل وليدها، ويقلده أكاليل الغار.