لم تعد "وفاة المحتجزين" داخل أقسام الشرطة بمديرية أمن الإسكندرية، أمرًا غريبا، وذلك بعد أن توفى محتجزان خلال ال 48 ساعة الماضية بقسمي شرطة الجمرك ومينا البصل، ليصل عدد المتوفين داخل أقسام الشرطة بالإسكندرية إلي 4 خلال 7 أشهر. تلقى اللواء أمين عز الدين، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، مساء أمس، إخطارًا بوفاة سجين، داخل قسم شرطة مينا البصل غرب الإسكندرية . وقال مصدر أمني، إن محتجزًا يدعى محمد أنور "40 سنة"، ومحبوس على ذمة قضية مخدرات وسلاح، توفي داخل حجز قسم شرطة "مينا البصل"، نتيجة هبوط حاد في الدورة الدموية، مؤكدًا أن الوفاة طبيعية. تم تحرير محضر بالواقعة، وبالعرض على نيابة "غرب الكلية" بالإسكندرية، قرر المستشار ياسر هندي، رئيس النيابة، ندب الطب الشرعي لتوقيع الكشف الطبي وتشريح جثة المتوفى. وقبلها بنحو 48 ساعة، كان محتجز آخر قد لقي مصرعه لنفس السبب، هبوط حاد في الدورة الدموية، داخل حجز قسم شرطة "الجمرك". " فعلا في واحد مات جوه القسم، مات موتة ربنا، بس مفيش تفاصيل عن القصة دي أكتر من كدة"، بهذا التعليق المقتضب تحدث مصدر أمني عن وفاة محتجز قسم الجمرك. وفي منتصف سبتمبر الماضي، توفي محتجز، داخل قسم شرطة الرمل ثان بالإسكندرية. وقال مصدر أمني، ل"الوطن"، إن شخصًا يبلغ من العمر 68 عامًا كان محتجزًا على ذمة إحدى القضايا في حجز القسم، وتوفي إثر تعرضه لأزمة قلبية، مشيرًا إلى أن مفتش الصحة وقع الكشف على المتوفي، وتبين أن الوفاة طبيعية. وعلمت "الوطن" أن إدارة قسم شرطة الرمل ثان، قامت بنقل عدد من المحتجزين من داخل حجز القسم، وذلك لتقليل عدد المحتجزين، داخل غرف الحجز، لكن العقيد خالد عبد المحسن، مأمور القسم، نفى أن تكون الوفاة بسبب وجود أعداد كبيرة داخل غرفة الحجز، مؤكداً أن الوفاة كانت طبيعية. كانت مديرية أمن الإسكندرية، قد بدأت في وضع أجهزة تكييف داخل غرف الحجز، ببعض أقسام الشرطة، وذلك في إطار توجه الوزارة لمراعاة الجانب الإنساني للمحتجزين، داخل أقسام الشرطة. ومن جانبه قال العميد محمد كمال، رئيس قسم حقوق الإنسان بالمديرية، إن التوجه لتكييف غرف الحجز، جاء في إطار حرص الوزارة على التعامل مع كافة المحتجزين، كأصحاب حقوق يكفلها لهم القانون والدستور، مشيراً إلى أن تعليمات اللواء أمين عز الدين، مساعد وزير الداخلية لأمن الإسكندرية، تؤكد علي مراعاة حقوق الإنسان بالنسبة للمحتجزين بشكل دائم. وعلى الجانب الآخر، أرجع "نشطاء" سبب وفاة المحتجزين، داخل أقسام الشرطة، بسبب وضع عدد كبير من المحتجزين داخل غرف ضيقة، لا يوجد بها تهوية مناسبة. وقال الدكتور ياسر زكي، الأستاذ بكلية الطب بجامعة الإسكندرية، إن قلة الأكسجين قد تكون سببًا في الوفاة، إذا كان المتوفى يعاني من أمراض متعلقة بالجهاز التنفسي والقلب، سواء كانت أمراضًا ظاهرة أو كامنة، خصوصا كبار السن. ويقول اللواء رفعت عبد الحميد، الخبير الأمني: "لما المأمور يقعد لوحده في مكتب مكيف، إية المشكلة إنه يتم وضع تكييف في غرفة حجز فيها عشرات المحتجزين.. الموضوع إنساني بحت، وفي بعض الأقسام في القاهرة ركبت شفاطات كمان عشان تحافظ علي ريحة غرف الحجز، عشان المحتجزين يقدروا يقضوا فيها ساعات طويلة". وأصدرت مديرية أمن الإسكندرية، يوم الجمعة الماضي، بيانًا نفت فيه صحة مقطع فيديو تداوله عدد من مستخدي مواقع التواصل الاجتماعي، ويظهر قيام أفراد من الشرطة بالاعتداء بالضرب على متهم فى عدة قضايا بلطجة وسلاح ناري. وقال البيان إن المتابعة الأمنية رصدت تداول مقطع فيديو مدته "59 ثانية" للمتهم "ع ح ث"، مسجل شقي خطر فرض سيطرة، والمحبوس احتياطيًا على ذمة قضية "بلطجة وسلاح ناري"، والسابق اتهامه في 28 قضية "مخدرات وسلاح ناري وسرقة بالإكراه وبلطجة ". وأضاف بيان المديرية أن الفيديو يتضمن قيام أشخاص لم تظهر صورهم بالمقطع المشار إليه يقومون بالتعدي على المتهم بالضرب وادعاء أنهم من قوة أحد الأقسام، والقيام بنشر مقطع الفيديو بين الأهالي للتشهير بالشرطة. وبالفحص تبين قيام المتهم المذكور بالاتفاق مع كلٍ من المتهمين "ي ش م" المحبوس احتياطياً على ذمة قضية "مخدرات"، و"م ب م ع"، المحبوس احتياطياً على ذمة قضية "سلاح ناري وذخيرة"، و"م ع م"، المحبوس احتياطيًا على ذمة قضية "مخدرات"، على تصوير ذلك المقطع المفبرك وادعاء تعدي ضباط وأفراد الشرطة على المتهم بالضرب والتعذيب- بحسب البيان. وفي 19 يونيو الماضي، توفي شخص يدعي إسلام السيد سالم، عاطل، داخل قسم شرطة أول الرمل، وقالت مديرية الأمن إن المتوفي سبق اتهامه فى القضية رقم 19468 لسنة 2011 جنايات قسم شرطة ثان الرمل "مخدرات"، والقضية رقم 27592 لسنة 2013 جنح قسم شرطة أول المنتزه "سلاح"، وضبط بمعرفة الأهالي على إثر انتحاله لصفة ضابط شرطة واستيقاف المارة، وطلب مبالغ مالية منهم. وأضحت المديرية أنه أثناء عودة مأمورية عرض المتهمين على النيابة العامة تمهيدًا لوضعهم بالحجز قام إسلام، بنزع القيد الحديدي من يده، وصعد على السلم الداخلي للقسم فى اتجاه السطح في محاولة منه للهرب، وآنذاك فطنت الحراسة المتواجدة لغيابه فقاموا بتتبعه والبحث عنه، وعندما استشعر ذلك حاول تسلق السطح للهرب إلا أنه سقط أرضًا وتوفى، وتحرر عن وفاته المحضر رقم 6077 لسنة 2014 إداري ثان الرمل.