أحلى مسا على أحلى ناس مهيسة... إزيكم يا شعب... يا رب تكونوا بخير... إيه بتسألنى حضرتك عن عنوان المقال؟ طيب هأقولك... بص يا سيدى، الرئيس السيسى بيواجه ثلاث مشاكل، لها حلول صعبة، ومش متأكد هل أو متى هو ناوى يخوض فيها. المشكلة الأولى أنه مشغول ببناء البنيان مع جهد أقل فى صناعة الإنسان. من الآخر، الراجل بيناضل، باجتهاد واضح، فى سكة المشروعات القومية وترشيد الدعم ومنظومة الخبز والطرق الجديدة. وده يُحسب له قطعاً. لكن المشكلة أن الإنسان المصرى الشقيق ما حدش شغال عليه، فهيبوظ الطرق وهيسرق الدعم لأنه يعتقد أن المال مال حكومة مش ماله هو. هو شايف ثقافة الكل بيخدّم على نفسه؛ هو ضحية إعلام لا يتورع عن تصدير كل ما هو خبيث وحقير ومتدنٍّ من نقاشات عن التخوين والشيطنة والجنس والعفاريت والخناقات المعتادة مقابل سبوبة الإعلانات أو حتى لتحقيق البطولة الزائفة لشخصيات إعلامية كرتونية، والإنسان المصرى الشقيق كذلك ضحية أفلام المقاولات التى تكون البطولة فيها لشخصيات الداعرات والماجنين والبلطجية. ولو أنا فاهم صح مما أسمعه من أصدقائى، ده إحنا هنشوف أحلى أفلام ومسلسلات مقاولات ورقص وعرى وكباريهات فى رمضان المقبل عشان الشعب المصرى الشقيق والجاليات المصرية فى المحافظات يتسلوا. والأنكى أننا نترك أطفالنا مع تعليم مفترض بلا علم، وتربية مزعومة بلا أخلاق، وتجمعات من البشر تسمى مدارس وجامعات يقودها ناس هم عار على مهنة العلم والتعليم أصلاً. فيه مجلة اسمها «SCIENCE INSIDER» حاطة خريطة لدول العالم التى يوجد فيها سرقات علمية من يومين، المصريون بلا فخر، لهم موقع متميز فيها. وأكيد اللى بيسرق علمياً بيتهاون مع من يسرقون علمياً، إن لم يكن يعلم طلابه كيفية السرقة العلمية من غير ما يتقفش. يعنى بيعلمهم إزاى يعملوا الغلط صح. وفى مصر المسألة سهلة، متى آخر أستاذ جامعى عوقب على بحث مسروق؟ يا راجل كبّر مخك. طبعاً واحد هيقول لى بس إيه علاقة الرئيس بالحاجات دى؟ أربعة احتمالات: يا إما هو راضى، يا إما مش فاضى، يا إما ضعيف، يا إما هذه المسألة فى حساباته لكنها معركة مؤجلة. المشكلة الثانية، أن الرئيس مشغول بالتعامل مع نتائج بعض المشاكل أكثر من انشغاله بالتعامل مع أهم أسبابها، بل أحياناً ينشغل بما هو مُلح وضاغط (URGENT) على حساب ما هو ضرورى وطويل الأجل (IMPORTANT)، وينشغل بما يعطى له شعبية سريعة على حساب المجهود الذى سيكون عائد إنجازه للمقبلين عليه. يعنى مثلاً كل المشروعات القومية الكبرى التى نحن بصددها ستوفر نحو 2 إلى 3 ملايين وظيفة خلال الأربع سنوات الرئاسية، ولكن عدد سكان الشعب المصرى الشقيق سيزيد نحو 10 ملايين خلال نفس الفترة (عقبال إسرائيل وكل أعدائنا علشان يتخسف بيهم الأرض، إحنا بنزيد طفل كل 20 ثانية، يعنى نحو 2.6 مليون مواطن جديد كل سنة). يعنى لو نجح، هيكون نجح فى أنه يقلل حجم الفشل. المشكلة الثالثة، الرئيس وفريق عمله حتى الآن غير قادرين على إدارة توقعات الناس، وعلى تقديم رؤية متكاملة لاحنا رايحين فين. الريس قال لنا: «اركبوا معايا» فركبنا، والآن بدأنا نسأله رايحين فين وإمتى وإزاى وليه؟ يا ريس: إحنا اللى بنعمل الفلوس مش الفلوس اللى بتعملنا. طيب إيه المطلوب علشان الرئيس ينجح؟ كتبت كلام مش مهم عن رؤيتى المتواضعة عن كيفية نجاح الرئيس فى مقال سابق بعنوان: «ركز يا ريس لو سمحت». طلبت من الرئيس فيه أن يعطى 80 بالمائة من مجهوده ووقته لخمسة ملفات كبرى لها انعكاسات كبيرة على غيرها من المجالات. بس أنا خايف أن تكون الدولة العقيمة - العميقة - القمعية سيطرت عليه بلوائحها وروتينها ونظرتها الأمنية الضيقة لمصر والمصريين. على فكرة أنا درجة حرارتى 45 وبأهلوس. تصبحوا على خير.