"للكبار فقط" عبارة كانت مقتصرة في مصر على الأفلام السينمائية فقط، وكانت تكتب تلك الجملة على أي فيلم به مشاهد جنسية أو ألفاظ خارجة كدعاية له، بالإضافة أن تلك الجملة تكون إخلاء مسؤولية صناع الفيلم من أي ضرر ممكن أن يتحقق لأي شخص يشاهده. نجح بعض المنتجين في الترويج لأفلامهم من خلال تلك العبارة وجذب عدد كبير من الشباب الذين لديهم فضول لمعرفة محتوى الفيلم الذي يحمل جملة "للكبار فقط"، وتُعرض تلك النوعية في مصر في الأعياد لجذب عدد أكبر من الشباب تتراوح أعمارهم من 18 إلى 30 عامًا. واعتاد الشعب المصري على وجود تلك العبارة في الافلام السينمائية منذ فترة ليست بالقصيرة، ويصبح الاختيار للمشاهد إذا كان يريد مشاهدة هذا الفيلم أو يحاول البحث عن فيلم آخر لمشاهدته بدلًا منه. وبعد النجاحات الإنتاجية للأفلام السينمائية التي تحمل جملة "للكبار فقط +18"، وقلة مشاهدة برامج التوك شو بعد ثورة 30 يونيو، انتشرت العدوى في برامج التوك شو التلفيزيونية، وبدأت الكثير من البرامج التليفزيونية بتخصيص فقرة عنوانها "للكبار فقط" سواء كانت تناقش المشاكل الجنسية أو كانت تتحدث عن الجن والعفاريت أو الحالات الإنسانية الصعبة وغيرها من المشاكل التي لا تتناسب مشاهدتها مع صغار السن. وساهمت تلك العبارة أيضًا في الترويج لبرامج التوك شو، من خلال عرض بروموهات لمشاهد تثير جدلًا، لينتظر المشاهد الحلقة بفارغ الصبر لمعرفة ما الذي تحتويه تلك الحلقة وتزداد الأسئلة بداخله حتى موعد عرض الحلقة. وخصصت إعلامية شهيرة في برنامجها الذي يعرض على قناة النهار، فقرة "للكبار فقط"، وتعرض من خلالها بعض الجرائم التى تحدث في الشارع المصري مثل "امرأة ذبحت زوجها وحرقت الجثة" و"امرأة تزوجت من أكثر من رجل في نفس الوقت"، بالإضافة إلى استضافة بعض الأشخاص الممسوسين من الجن والعفاريت، وكان آخرها ليلة أمس عن أسرة تعرض 4 شقيقات منها للمس الجني، على حد وصفهم. "عمرو الليثي" خصص الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "بوضوح" الذي يعرض على قناة الحياة فقرة لمناقشة المشاكل الزوجية والأمراض الجنسية عند الشباب، ويستضيف في تلك الفترة الدكتورة هبة قطب، لتقديم بعض النصائح للشباب للوقاية بأنفسهم من المشاكل الجنسية التي من الممكن أن تحدث لهم. "طوني خليفة" في أغلبية حلقات برنامج "أسرار من تحت الكوبري" الذي يقدمه الإعلامي طوني خليفة، على قناة القاهرة والناس، يحاول طوني خليفة مناقشة المشاكل المصرية المسكوت عنها مثل الإلحاد والتطرف الديني وغيرها من المشاكل المثيرة للجدل. "كيف يترك الإعلام مناقشة قانون الانتخابات البرلمانية المقبلة ويترك قضايا خاصة بالجن" هكذا تساءل الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، مؤكدًا أن معظم برامج التوك شو تهتم بنسب المشاهدة، فضلًا عن القضايا التي تقدمها. وتابع العالم قائلاً، ل"الوطن"، إن البرامج التي تخصص فقرة للكبار فقط لمناقشة قضايا لم يتعود تناولها على نطاق جماهيري الهدف الرئيسي منها تحقيق نسبة مشاهدات عالية. واختتم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن البرامج التي تقدم تلك الفقرات تكتفي بعرض القضايا الشائكة دون تقديم حلول لتلك القضايا، مؤكدًا أن أغلبية البرامج تكتفي بعرض المشكلة فقط دون التطرق لحلها. "تخبط وعدم إحساس بالخطر وأداء مهني ضعيف"، هكذا قال الدكتور حسن عماد مكاوي، عميد كلية إعلام القاهرة سابقًا، عن تلك الفقرات مؤكدًا أن اهتمام البرامج بتناول المواضيع تحت عنوان "للكبار فقط" وتفضيلها عن المشاكل الاقتصادية والثقافية والخطر الذي تواجهه الدولة المصرية من الداخل والخارج يرجع إلى عزوف المشاهدين عن برامج التوك شو لتسببها في قدر من الإحباط والضيق واليأس لدى كثير من المشاهدين. وتابع مكاوي، ل"الوطن"، قائلًا إن الإعلام في مصر في حاجة إلى الضبط والتنظيم وليس هدم الدولة المصرية، مؤكدًا أن انتشار تلك الفقرات في البرامج لا يعبِّر عن الوعي الإعلامي، واصفًا تلك البرامج ببرامج ذات أداء مهني ضعيف.