بمجرد صعودها درجات السلم، شعرت «ابتسام عبدالله» بدوار وكادت تسقط مغشياً عليها، لولا وجود ابنتيها إلى جوارها، لتستأنف طريقها، سائرة أعلى الكوبرى العلوى للمشاة بأرض اللواء، عندها شعرت بالاهتزاز مجدداً، وانتاب الخوف ابنتيها «يلا يا ماما ننزل بسرعة»، قالتها إحداهما بلهجة لم تخلُ من العجلة، عندها وافقت الأم، داعية فى سرها ببلوغ السلامة للجميع. الواقعة لم تكن الأولى فى حياة السيدة الأربعينية التى كادت تهوى وتسقط أرضاً فى إحدى المرات السابقة، حين مر قطار السكة الحديد أسفل الكوبرى، فجعله يتمايل ويهتز بشكل ملحوظ، «إزاى يعملوا كوبرى فوق محطة القطار، الأعمدة متآكلة، والأساس قديم؟»، مضيفة أنها تسكن المنطقة منذ 20 عاماً والكوبرى لم يخضع لصيانة منذ إقامته «محدش اشتكى، وهى الحكومة مش عارفة يعنى؟!». تعددت الروايات بين أهالى «أرض اللوا» عما وصفوه ب«الكوبرى الراقص»، فبعضهم يلقى اللوم على المسئولين الذين تركوا الكوبرى بحالة يرثى لها منذ إقامته أواخر سبعينات القرن الماضى دون صيانة ولو مرة واحدة، وعدد منهم يشير إلى وجود أسطورة خرافية وراء تمايله على أثر مرور الناس عليه «بيقولوا راكبه عفريت»، قالتها «أم أشرف» إحدى البائعات التى تفترش أعلى الكوبرى، «فيه جنى مربوط تحت الكوبرى، وكل يوم نلاقى مياه مرشوشة عليه، وهما السبب فى هزة الكوبرى». المهندس أحمد إبراهيم، المستشار الإعلامى لهيئة الطرق والكبارى، نفى مسئولية الهيئة عن كوبرى أرض اللوا «ده تبع المحافظة والمحليات، إحنا مسئولين عن الكبارى على الطرق الرئيسية»، لافتاً إلى أن الهيئة تجرى حالياً صيانة 1700 كوبرى متهالك بجميع المحافظات، وتوقفت عن إقامة «كبارى» جديدة لحين الانتهاء منها.