تنطلق أعمال المؤتمر الدولي حول الحضارة والثقافة الإسلامية والدور العماني في دول البحيرات العظمى الإفريقية، صباح يوم الثلاثاء 9 ديسمبر، الذي تنظمه سلطنة عمان ممثلة في هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية. ويُعقد المؤتمر بالتعاون مع جامعتيّ بوروندي والسلام والتصالح بجمهورية بوروندي في العاصمة بوجمبورا، حيث تواكب جلساته فترة الاحتفالات بالعيد الوطني الرابع والأربعين للسلطنة، وتقرر تنظيمه في إطار الاهتمام بمتابعة تفعيل الرؤى الاستراتيجية التي يوجِّه بتنفيذها السلطان قابوس بن سعيد، سلطان عمان، التي تستهدف مواصلة قيام السلطنة بدورها المحوري الذي يسهم بإيجابية في إثراء حوار الحضارات والانفتاح على ثقافات الشعوب، خاصة على خلفية الروابط التاريخية مع الشعوب الإفريقية. يستمر المؤتمر حتى يوم 12 ديسمبر وسيرعى حفل افتتاحه الرئيس بيير نكرونزيزا، رئيس جمهورية بوروندي، وسيترأس وفد السلطنة المشارك في أعماله الشيخ محمد بن عبدالله السالمي، وزير الأوقاف والشؤون الدينية، وبحضور الدكتور حمد بن محمد الضوياني، رئيس هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية. ويهدف المؤتمر إلى دراسة تاريخ الحضارة والثقافة الإسلامية على ضوء الدور العماني في دول البحيرات العظمى من مختلف جوانبه السياسية والحضارية والاقتصادية والاجتماعية، مع استعراض العديد من الملفات حول عناصر الوحدة بين أقاليمها، وثراء التنوع في مجتمعاتها، وعاداتها وتقاليدها، والحياة الثقافية والعمرانية. وتتناول مناقشات المؤتمر تطور الصلات الوثيقة بين عُمان ودول القارة لاسيما بلدان القرن الإفريقي والبحيرات العظمى، وستستعرض مسيرة حضارة السلطنة، مع استجلاء الجذور والمرجعيات التاريخية لها، واعتمدت البحوث العلمية وأوراق العمل على الوثائق والمخطوطات العمانية. وتقدَّم إلى المؤتمر أكثر من 126 باحثًا من مختلف دول العالم، وتركَّزت أوراق عملهم حول إسهامات العمانيين في نشر الحضارة الإسلامية ودورهم في تطوير العلاقات مع الشعوب الإفريقية، خاصة في زنجبار، وكذلك دور العمانيين من سكان تلك المناطق إثراء الحياة الاجتماعية والثقافية والتجارية. كما سيرعى الرئيس بيير نكرونزيزا، رئيس جمهورية بوروندي، افتتاح المعرض الوثائقي المصاحب للمؤتمر، والذي سيقام في إطار الاهتمام بتعريف المجتمع الخارجي بأهمية الوثيقة العمانية وتاريخ السلطنة في مختلف الحقب الزمنية، حتى يكون مصدرًا مهمًا للدراسات والبحوث، كما ستعرض الهيئة مجموعة قيمة من الوثائق الدولية التي تحكي جانبًا من التاريخ العماني العريق.