أثناء افتتاحه بعض المشروعات التنموية والمرورية مؤخرا، قال الرئيس عبدالفتاح السيسي بالحرف "يجب أن نعمل بقوة من أجل أن يعيش الفقير ونستطيع أن نعطي الناس التي تنتظر"، وهو بعض الذي دعمت من أجل تحققه المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، وهو ما نحيي عليه الرئيس الآن بعد إشارته تلك، والتي نتمنى أن تترجم عمليا وبسرعة على أرض الواقع، كما قال أيضا "ولائى لله والوطن ولا أباع ولا أشترى إلا بالله فقط.. وماحدش يدخل بيني وبين المصريين"، ثم أردف قائلا "مصر سوف تواجه كل التحديات والمخاطر طول ما ولادها على قلب رجل واحد.. وماحدش هايقدر أبدا على المصريين، فالشعب الذي قام بثورة 25 يناير وكملها تاني واتحرك في 30 يونيو ممكن يتحرك مرة تالتة"، وهو مانحييه عليه أكثر وأكثر، إذ ألقم بحجر كبير أفواه الكثيرين من الملكيين أكثر من الملك من الفلول والمنتفعين وبعض السذج الذين يتاجرون باسمه وباسم مصر، وذلك لكبت وتخوين أي صوت وطني شريف ينتقد ويعارض تقصيرا هنا أو قصورا هناك، مما يعترف به الرجل نفسه. على الرئيس السيسي ألا يلتفت لأمثال هؤلاء الذين نافقوا قبله مبارك باسم الدولة، وطنطاوى باسم الجيش ومرسي باسم الدين، فألقوا بهم إلى موارد التهلكة! على السيسي أن يستمع أكثر للصوت الآخر، كاسرا لعنة نظرية "البطانة"، متلفعا بعباءة شعبه فقط، فلا حكم قوي رشيد بدون معارضة وطنية قوية ومخلصة، بعيدا عن المتاجرين أيضا باسم الثورة. وعليه أن يعمل على الاهتمام بالبعدين الأمني والاجتماعي على التوازي، فحالتهما حتى الآن غير مرضية ولا تلبي طموحات شعب ثار ليحقق أهدافا أربعة معلنة ومعروفة، فلن يصبر الشعب المصري كثيرا على التذرع دائما بحجة الإخوان والإرهاب، ردا على أي إهمال أو تقصير في حقوقه الاجتماعية والاقتصادية، وإن كنت أطالب الشعب نفسه بمساعدة قوات الأمن في مقاومة هؤلاء المجرمين واستئصال شأفتهم واجتثاث جذورهم من أرض مصر المحروسة. لقد قالها السيسي بلسانه، في رسالة دالة لحكومته ومواطنيه في ذات الوقت، وعليه الآن - وهو الحاكم والمشرع معا وحكومته تعد لانتخابات برلمانية جديدة نتمنى أن تكون نزيهة وشفافة تفرز مجلسا نيابيا يمثل بصدق اختيارات الناخبين - الانحياز للشعب ضد اعداء ثورة 25/30، ومحاكمة ومحاسبة الفسدة والمفسدين وقطع ذيولهم التي مازال بعضها في أماكنه حتى الآن، وأيضا عليه سرعة الكشف عن هوية والقصاص من القتلة - أيا كانوا - الذين ازهقوا أرواح شهداء الثورة، من خلال عدالة انتقالية ناجزة وبتشريعات محكمة لا يفلتون منها. كل ذلك وغيره، على الإدارة المصرية الالتفات إليه بقوة، حتى تتلافى مصر أعباء موجة ثورية ثالثة ومحتملة ستكون ذات طابع اجتماعي، يقودها الفقراء والمطحونون لا النخب والسياسيون وأصحاب المصالح، وسيكون في طليعتها هؤلاء المهمشون في الأرض، الذين كنا ننتظر ثورتهم على نظام مبارك في آخر 10 سنوات من حكمه البائس، والذين تتلخص مطالبهم وحقوقهم في تحقق أهداف الثورة الآن، كما كانت تتلخص قبلها في قصيدة كتبتها ووجهتها آنذاك إلى الوريث جمال مبارك وشريكه أحمد عز وبطانتهما، لكنهما استمرا فى غيهما حتى قرعهم شباب مصر وشعبها بقارعة 25 يناير، وكنت قد نشرت هذه القصيدة بجريدة "الكرامة" عام 2009 بعنوان: إنذاااااااااار أحلامنا؟!! غناويها بسيطة سقف يضلل على كام حيطة لقمه طرية بدون طوابير شربة ميه، ولو من زير حكامنا؟!! نختار كراسيها وعيالنا؟!! مانخافش عليها يانطربق فوق راسكوا الدنيا يبقى عاليها.. زي واطيها!! ... حفظ الله مصر والمصريين وقصم ظهر كل من أرادهما بسوء. .......................................... ديسمبر 2014