تفاصيل مباحثات «السيسي» ورئيس المفوضية الأوروبية.. الأزمة العالمية والتعاون المشترك

عقد الرئيس عبدالفتاح السيسي مؤتمرا صحفيا مشتركا مع رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين بقصر الاتحادية، اليوم الأربعاء، واستعرض خلاله محاور المباحثات التي جرت بينهما خلال زيارتها للقاهرة.
وقال الرئيس السيسي، إن زيارة رئيس المفوضية الأوروبية لمصر تأتي وسط زخم مكثف تشهده العلاقات المصرية مع الاتحاد الأوروبي خلال الفترة الأخيرة، وهو زخم نسعى من خلال تواصلنا المباشر والمستمر وعملنا المشترك على كل المستويات إلى تعزيزه وتكثيفه؛ بهدف تحقيق نقلة نوعية في شراكتنا في ظل الظروف الاقتصادية والسياسية الصعبة التي يمر بها العالم حاليا.
وأضاف الرئيس السيسي خلال المؤتمر: «كان لقاؤنا اليوم فرصة للتأكيد مجددا أن مصر تعتز بالاتحاد الأوروبي شريكا أساسيا في مختلف المجالات، خاصة أن مصر تمضي بخطى ثابتة على طريق البناء والتنمية من خلال رؤية مستقبلية طموحة، انطلاقا من إدراكنا وتقديرنا لثقل وأهمية الاتحاد الأوروبي».
مصر تعتز بالاتحاد الأوروبي كشريك أساسي
وأكد الرئيس أن الاتحاد الأوروبي قوة اقتصادية وسياسية أساسية على الساحة الدولية ترتبط مصر مع دوله الأعضاء بعلاقات صداقة تاريخية وروابط سياسية واقتصادية وثقافية متعددة، ولا سيما أنها تأسست تقليديا ثم تراكمت وتطورت باستمرار على مدار عقود على أساس الاحترام المتبادل والتواصل الحضاري والثقافي والمصالح المشتركة.
وتابع «السيسي» قائلا: «مباحثتنا شهدت اليوم تناول سبل تحقيق النقلة النوعية المأمولة خلال الفترة المقبلة بين مصر والاتحاد الأوروبي من خلال تعزيز التعاون في عدد من القطاعات ذات الأولوية؛ في إطار الرؤية التنموية المصرية وعلى رأسها الطاقة والطاقة النظيفة، وأمن الغذاء والأمن الرقمي والنقل الكهربائي والزراعة والري الحديث، وتصنيع اللقاحات وتشجيع الشركات الأوروبية على ضخ المزيد من الاستثمارات لمصر والتعاون الثلاثي بين مصر والاتحاد الأوروبي مع الشركاء في القارة الإفريقية».
الصناعة والاستثمار تصدرت المباحثات
وأعرب الرئيس السيسي، عن ترحيبه بقرب اعتماد وثيقة الأولويات المشاركة بين مصر والاتحاد الأوروبي حتى عام 2027 والتي تعتبر إطارا طموحا جرى التوافق عليه معا، لتعزيز وتعميق علاقات الشراكة بين الجانبين خلال السنوات المقبلة لنضع الأساس لنقلة هائلة في التنسيق المؤسسي بين الجانبين على كل مسارات التعاون والقطاعات ويحقق الفائدة المشتركة للجانبين.
وواصل قائلا: «شهدت مباحثاتنا اليوم تركيزا خاصا على سبل تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي في مجال الطاقة سواء في الغاز الطبيعي أو الربط الكهربائي».
التعاون في مجال الدعم الفني والتمويل
وتابع الرئيس قائلا: «اتفقنا على إرساء دعائم الشراكة الإستراتيجة بين الجانبين في هذا المجال الحيوي لمستقبل التنمية، وعلى التعاون في مجال الدعم الفني والتمويل والاستثمارات لتطوير البنية التحتية لإنتاج الهيدروجين الأخضر كمصدر للطاقة النظيفة».
وأفاد «السيسي» بأنه أطلع رئيس المفوضية الأوروبية على آخر استعدادات مصر التنظيمية والموضوعية لاستضافة قمة المناخ العالمية cop27 في شرم الشيخ في نوفمبر المقبل، والتي تمثل فرصة ثمينة على المجتمع الدولي للعمل بجدية لاغتنامها من أجل التوافق على خطوات تنفيذية ملموسة على كافة محاور عمل المناخ الدولي، وبما يعطي دفعة قوية ومطلوبة حاليا لمواجهة تغير المناخ باعتباره تحديا مشتركا يواجه الأسرة الإنسانية الواحدة.
حل الخلافات والتغلب على التحديات المشتركة
ولفت أن المجتمع الدولي يمر بظرف دقيق يتطلب من كافة الأطراف إعمال الحكمة ولغة الحوار البناء؛ لحل الخلافات والتغلب على التحديات المشتركة، وحرصت على أن تتناول مباحثاتنا البناءة اليوم عددا من القضايا الحيوية ذات الاهتمام المشترك على المستويين الدولي والإقليمية.
وأضاف الرئيس عبدالفتاح السيسي، أنّه جرى مناقشة وجهات النظر مع رئيسة المفوضية الأوروبية، حول الأزمة الاقتصادية الدولية الحالية، وخاصة فيما يتعلق بأمن الغذاء وارتفاع أسعار الطاقة، وأبرز التحديات المرتبطة بالأزمة الاقتصادية الدولية الحالية، واستعراض الإجراءات التي اتخذتها مصر للحفاظ على المكتسبات الصعبة التي تحققت بجهود وتضحيات غالية من المصريين، خلال سنوات الإصلاح الاقتصادي ثم في مواجهة أزمة جائحة كورونا من بعدها.
تمويل المشروعات المتعلقة بالزراعة
واستكمل الرئيس قائلا: «توافقنا على ضرورة العمل على تنسيق جهود الدولية مع كافة الشركاء؛ لتخفيف آثار أزمة الغذاء الدولية خاصة على الدول الأكثر تضررا من تداعياتها، وأهمية تقديم الدعم الفني والمالي لمساعدة هذه الدول في التعامل مع ارتفاع أسعار الحبوب والسلغ الغذائية الزراعية، وتمويل المشروعات المتعلقة بالزراعة وتطوير التكنولوجيا الزراعية؛ بما يسهم في زيادة الإنتاجية وتحقيق الاكتفاء الذاتي».
وقال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إنّ مباحثاته الثنائية مع رئيس المفوضية الأوروبية، فون دير لاين، شهدت إطلاعها على الرؤية المصرية بشأن أهم القضايا المشتركة في جوارنا الإقليمي، واستعراض تحركات مصر لاستعادة الاستقرار وحل الأزمات في المنطقة.
مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية
ولفت أنّه جرى استعراض ما تحقق من نجاحات على صعيد ملفات الإرهاب والهجرة غير الشرعية وقضية سد إثيوبيا، مؤكدا أنّ مصر حريصة على التوصل لاتفاق ملزم قانونا يحقق مصالح الأطراف كافة.
جهود تحسين حياة المصريين
وأكمل الرئيس حديثه خلال المؤتمر الصحفي قائلا إنه جرى الاتفاق على استمرار التنسيق مع الاتحاد الأوروبي اتصالا بهذه الملفات الحيوية، مضيفا أنّ اللقاء تناول الخطوات التي اتخذتها الدولة المصرية مؤخرا، باتجاه هدفها الأسمى وهو تعزيز العيش الكريم لمواطنيها، وعلى رأسها مشروعات التنمية الاقتصادية الكبرى والمبادرات الاجتماعية الشاملة لتحسين الحياة على أرض مصر.
وأوضح السيسي، أنّ الاستراتيجة الوطنية الأولى لحقوق الإنسان، تتضمن رؤية طموحة وخطوات يجرى العمل على تنفيذها، لتعزيز حقوق المواطنة والحريات الدينية ومكافحة التطرف، انطلاقا من إيماننا بأهمية تناول حقوق الإنسان من خلال منظور شامل.
تغليب لغة الحوار في الأزمة الروسية الأوكرانية
وكشف الرئيس السيسي، أنه تناول مع رئيسة المفوضية الأوروبية الأزمة الروسية الأوكرانية الحالية، حيث أوضحت عناصر رؤيتنا تجاه الأزمة وجذورها وتداعياتها، مؤكدا مواقف مصر المبدئية التي تتمسك بضرورة تغليب لغة الحوار والحلول السلمية، وبذل الجهود الصادقة من أجل تحقيق ذلك.
واختتم الرئيس حديثه في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيسة المفوضية الأوروبية فون دير لاين بقصر الاتحادية، قائلا «أرحب بكم مجددا، ضيفة عزيزة على مصر وأشكركم على مباحثاتنا المثمرة اليوم، وأتطلع إلى مواصلة الحوار البناء والتنسيق المستمر بيننا اتصالا بكل محاور عملنا، على تعزيز وتعميق الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي على نحو يفتح على هذه الشراكة أفاقا مستقبلية رحبة للتعاون والتكامل».