"بقالي 11 سنة مش عارفة أستلم شقتي وبدور عليها، عايشة في أوضة وسط المجاري"، بحزن شديد، قالتها إلهام عبدالعزيز، متحسرة على حالها بعد رفض مكتب وزارة الإسكان الاعتراف بحقها في شقة تمليك، فازت بها بين 5 فائزات بمسابقة العرائس التي خصصتها "مجلة حواء" عام 2003، لينتهي بها الحال برد مكتب الإسكان بعد مرور 11 عامًا: "شقتك مش موجودة يا حجة، دي عايش فيها ناس". لم يعد أمام "أم هاني" حل سوى ترددها على مكتب إسكان الحي ب6 أكتوبر، في محاولات منها لإثبات أنها تمتلك ورقة تثبت حقها في امتلاك شقة بمجاورة 7 بمدينة 6 أكتوبر، "مفيش حد بيسمع لي، كل يومين بروح الوزارة ومكتب الإسكان في أكتوبر وبرضو مفيش فايدة، المفروض إن عقد المسابقة مكتوب فيه إني أدفع مقدم 4500 جنيه مع قسط 552 جنيه في الشهر لمدة 10 سنين". تضيف أم هاني: "عدينا أكتر من 10 سنين، كان زماني خلصت أقساطها وبقى ليا شقة أنا وعيالي ننام فيها بدل الخرابة اللي عايشين فيها، وعيالي جالهم أمراض خبيثة بسبب التلوث ومياه المجاري اللي بتدخل لنا الأوضة عشان تحت الأرض بعد الحوش في دار السلام، دلوقتي ولا أخدتها ولا حد راضي يساعدني، عدا عليا وزرا كتير من قبل الثورة وبعدها ومحدش نصفني، وأملي في السيسي". "الورقة اللي معاكي حطيها في صفيحة الزبالة، يا إما تقبلي بالوضع ونديكي شقة على طريق الفيوم مقدمها 150 ألف جنيه والقسط 4000 جنيه شهريًا"، كلمات سمعتها وتفاجأت بها السيدة الستينية من أحد الموظفين بوزارة الإسكان والتعمير، مقررة رفض البديل: "يعني كنت بدبر 5 آلاف بالعافية عشان ربنا يرحم عيالي من المكان اللي عايشين فيه، دلوقتي يقولوا ليا نديكي شقة وتدفعي 150 ألف جنيه، وأجيب منين 4000 جنيه في الشهر؟". واختتمت أم هاني قائلة: "ابني هاني عنده اضطرابات نفسية، وبنتي بتتعالج في معهد الأورام، وعايشين حياة بائسة في وسط المجاري اللي كل شوية تطفح علينا، عشان كده مش هسيب حقي وهفضل وراهم لحد ما أخد الشقة، وأملي في ربنا كبير ومن بعده الريس".