تجلس شاردًا في هدوء طاغٍ لا يسوده سوى صوتها، "قفز" من هنا لهناك في محاولة للفت انتباهك، "خربشة" تحدثها بأريكتك المفضلة لعلها تغضبك كعادتك، محاولة فاشلة أخرى، تلجأ لرمي أشيائها أمامك محاولة استدراجك للعب معها، ولا حياة لمن تنادي. فلم تترك لها المجال سوى القفز على قدميك، والنظر بعمق في عينيك، مع "نونوة" حنونة لتستعطفك فتنظر لها، بقوة في عينيها، لتلاحظ لأول مرة عيونًا تشبه المرآة، لمعة براقة خلفها ذلك البؤبؤ الذي يتسع ويضيق، وكأنه ألوان نثرت على ماء. كلب، قطة، حصان، أو حتى دجاجة، وغيرها من الحيوانات، والطيور، والزواحف، لها من العيون التي تميزها عن غيرها، اتفقت جميعًا في لمعتها، واختلف شكلها وبروزها مع اختلاف ألوانها، إلا أنها قادرة جميعها على سحبك لتأملها لتدرك صفاتها، فقوة وعزة ذهبية تنبعث من عيون ملك الغابة، ودهاء بني تمتلئ به عيون الثعلب، وكطفل بريء تنظر الزرافة رغم سواد عينيها، وحدة تنبعث من بومة غاضبة كانت أو هادئة، وشراسة تزينها جلود النمور بخطوطها. تشابه كبير في تركيبها كعيون الإنسان، تفاصيل هي التي تفرقهما، فعيون كالقرد، تشبه في نظراتها عيون الإنسان إلى حد كبير، وعلى الجانب الآخر، تعيش معظم الفقاريات في ظلام تام، فتحتاج عيونًا دقيقة، تمكنها من الرؤية، أما البؤبؤ والأعين الكبيرة فهي للحيوانات التي تصطاد ليلًا، حتى تمكنها من الرؤية الحادة في الضوء الضعيف. ثلاثة جفون تمتلكها الطيور، علوي، وسفلي، وغشاء رامش يتحرك جانبيًا، وتستخدم معظم الحيوانات هذا الغشاء الرامش لطرف العين، وتغلق الجفنين العلوي والسفلي عند النوم، وتمتاز معظم تلك الحيوانات برؤية ليلية جيدة، وفي بعض الأحيان تكون حادة كالنسر، حيث يستطيع أن يرى حيوانًا نافقًا من ارتفاع يصل ل4 كيلومترات.