حظيت الحلقة الأولى من مسلسل «الاختيار 3» بردود فعل ضخمة من قبَل الجمهور عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتصدّرت عمليات البحث لساعات متواصلة، لما تضمّنته من مشاهد وأحداث تُبرز مساعي جماعة الإخوان الإرهابية لنشر العنف في البلاد، فيما تحاول الأجهزة الأمنية إجهاض تلك المحاولات، وذلك في فترة عصيبة تعود إلى عام 2012 وما تلاه من وقائع وأحداث. ويواصل الفنان كريم عبدالعزيز تقديم شخصية زكريا يونس، الضابط بالأمن الوطني، الذي يسعى لكشف المخططات الإرهابية، التي تمارسها بعض الجماعات والتنظيمات تجاه الدولة، إذ يُعد مصدر إزعاج كبير لجماعة الإخوان الإرهابية التب تحاول جاهدة إقصاءه من الخدمة بتعليمات رئاسية، إلا أنّ قائد القطاع الوطني يرفض تطبيق تلك التوجيهات، متمسكًا به نظرًا لخبراته وولائه للبلاد وتقديم روحه في سبيل تأمين أرواح المصريين. جهود الضباط بالمخابرات الحربية كما استعرض المسلسل جهود الضباط بالمخابرات الحربية، وحجم المخاطر التي يتعرضون لها، والثأر للشهداء، من خلال شخصية المقدم مصطفي خليفة، التى يقدمها الفنان أحمد السقا، حيث توجه مسرعًا إلى مدينة رفح، فور سقوط 16 شهيدًا في إحدى المناطق الأمنية هناك وقت الإفطار في رمضان، ليبحث بنفسه عن خطوط تلك العملية والوصول إلى المنفذين، وذلك بالتعاون مع القبائل هناك. وبيّن أحمد السقا عقيدة المخابرات الحربية، حيث جمعه حوار مع أحد شيوخ القبائل هناك، قائلًا: «إحنا مش بناخد عزا إلا لما نجيب حق ولادنا». أما الفنان أحمد عز فيقدم شخصية الضابط مروان العدوى في جهاز المخابرات العامة، الذى يعمل على كشف خطط الجماعات الإرهابية والعمليات السرية التى يقومون بها، إذ رصد محاولات جماعة الإخوان لتدريب عناصر لهم في سوريا، وتكوين جماعات في سيناء، وتفكيك الداخلية، في ضوء تنظيم حرس ثورى موازٍ تحت علم الرئاسة. ويُعد ظهور الفنان ياسر جلال في دور الرئيس عبدالفتاح السيسي، عندما كان وزيرًا للدفاع وقائدًا للقوات المسلحة في عهد الرئيس المعزول، عاملًا هامًا في نجاح وانتشار الحلقة الأولى من «الاختيار 3»، إذ حصد إشادات جماهيرية واسعة، لقدرته على تقمص الشخصية، سواء من ناحية الشكل أو الحركة أو حتى الصوت. نجاح الممثلين في تجسيد شخصيات حقيقية وبجانب الفنان ياسر جلال، برع بعض الممثلين في تجسيد عدد من الشخصيات الحقيقية، مثل الفنانة منى عبدالغنى التى قدمت دور السيدة انتصار السيسي قرينة الرئيس. كما قدّم الفنان خالد الصاوى شخصية عضو جماعة الإخوان الإرهابية خيرت الشاطر، كما قدم الفنان عبدالعزيز مخيون شخصية المرشد العام للجماعة محمد بديع، فيما لعب صبرى فواز دور المعزول محمد مرسى، أما الفنان صبحى خليل فقدم شخصية هشام قنديل رئيس وزراء حكومة محمد مرسى. وأجاد الفنان أحمد بدير في تقديم شخصية المشير الراحل محمد حسين طنطاوى، أما الفنان مفيد عاشور فجسّد شخصية شيخ الأزهر الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب. وبدأت أحداث الحلقة الأولى بالساعات التى سبقت لحظة إعلان «بيان 3 يوليو» للقوات المسلحة، المتعلق بتنفيذ رغبات الشعب المصري في الخلاص من حكم الإخوان، وذلك بعد نزول الملايين إلى الشوارع مطالبين بعزل محمد مرسى، حيث ظهر ياسر جلال بشخصية «السيسي» وهو يجتمع بكبار رموز الدولة ورجال الدين والمجتمع، استعدادًا لإعلان ذلك «القرار» التاريخي والمصيري. وجاء ذلك المشهد قبل العودة إلى عام 2012 وتسليط الضوء على محاولات الجماعة الإرهابية في السيطرة على البلاد بجميع أجهزتها الأمنية، من خلال سبل غير شرعية وغير إنسانية أيضًا، فيما أبرزت المشاهد أن الإرهابى خيرت الشاطر كان بمثابة العقل المدبر للعديد من الأحداث الدموية التي شهدتها الدولة في تلك الفترة. مزج المشاهد الدرامية بمشاهد حقيقية مصورة وعلى مدار الأجزاء الثلاثة من مسلسل «الاختيار»، يحرص صُناعه على مزج المشاهد الدرامية بمشاهد حقيقية مصورة، وذلك في ضوء توثيق المعلومات المقدمة للجمهور، إذ تضمنت الحلقة الأولى من الجزء الجديد مقطع فيديو مصورًا ل«الشاطر» يُبدى فيه استعداده التام لشحن مليون مواطن من مختلف المحافظات لنشر العنف في البلاد، وإضرام النيران في مؤسسات الدولة. وكان «الشاطر» يحاول جاهدًا إقصاء عدد من ضباط قطاع الأمن الوطني، رغم كفاءتهم، إذ صار يُملى أسماء الضباط الذين يرغب في إنهاء خدمتهم على أحد قيادات هذا القطاع، الذى أبدى رفضه التام لتنفيذ ذلك القرار، فما كان من خيرت الشاطر إلا أن أوضح له أن القرار سيصدر من محمد مرسى في كل الأحوال، فكان ذلك ضمن مخططهم الخاص بإدخال عدد من عناصر جماعتهم إلى صفوف القوات المسلحة والأجهزة الأمنية. لم يغفل صُناع المسلسل عن الإشارة إلى الظنون التى تخللت إلى ذهن بعض المواطنين الطامحين والحالمين بدولة مدنية إبان تعيين عبدالفتاح السيسي وزيرًا للدفاع، بأنه جاء مواليًا لجماعة الإخوان، ولن تقف القوات المسلحة مجددًا وراء مطالب الشعب، لكن سرعان ما يتبين لهم أن تلك الظنون كانت خاطئة تمامًا، وهو ما كشفه البرومو، حيث قال الفنان محمود البزاوى في أحد المشاهد «ماطلعش إخوان يا مكاوى». «الوطن» بطلًا في الحلقة الأولى من المسلسل: جزء أساسي في «ثورة 30 يونيو» كما أبرزت الحلقة الأولى من «الاختيار 3» دور جريدة الوطن إبان ثورة 30 يونيو، ودورها في صنع القرار، إذ احتضنت شباب حركة تمرد، وتنظيم مؤتمر لهم من داخل مقر الجريدة لفضح جماعة الإخوان الإرهابية والتعبير عن رأى الشارع ونقل الأحداث والصورة الحقيقية، لتحاول بعدها جماعة الإخوان حصار المقر، والتهديد بقتل الصحفيين، حيث حاولت أكثر من مرة الاعتداء على مقر الجريدة وصحفييها في أماكن عملهم المختلفة.
