قال الدكتور أسامة الأزهري مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية وأحد علماء الأزهر الشريف، إن تيارًا ظهر بعد انتصارات أكتوبر هدفه الوصول بالمصري إلى فقدان هويته والتشكيك في كل شيء. حرب ضد الهوية المصرية وأوضح أن التشكيك بدأ في 3 مسارات، الأول: تشكيك الإنسان في مؤسسات وطنه، والثاني: تشكيكه في تاريخه، والثالث: تشكيكه في ذاته، حتى يتحول لإنسان لا يبني بلده ولا يحقق نجاحًا، ولا يتجاوز أزمة، بل يصل إلى درجة أن التواصل مع مؤسسات بلده محل شكّ وقلق وريبة. من التشكيك في بناء الأهرامات إلى الإسراء والمعراج وأضاف أن الموجة الثانية من التشكيك تهدف إلى نزع ثقة الإنسان في تاريخه، من خلال التشكيك في بناء الهرم الأكبر، والادعاء بأن كائنات من الفضاء قامت ببنائه، والتشكيك في وجود المسجد الأقصى في فلسطين، والتشكيك في انتصارنا العظيم في حرب أكتوبر، والتشكيك في صلاح الدين الأيوبي، والتشكيك في الزعيم أحمد عرابي، والتشكيك في الإمام الشيخ محمد متولي الشعراوي، وأخيرا التشكيك في معجزة المعراج. واعتبر الأزهري أن تلك دائرة مفرغة من الشك في كل شيء، بحيث يتحول كل ما هو ثابت إلى محل شك وريبة، لافتا إلى أن الموجة الثالثة من التشكيك، متمثلة في تشكيك الإنسان في ذاته، وفي مقدرته على حماية وطنه، ومقدرته على تجاوز الأزمات، وصولا إلى محاولة إيهام المصري أنه محبط حزين ويائس وليس قادرًا على صنع شيء. الإدمان والتطرفوأوضح الدكتور أسامة الأزهري أن النتيجة ستكون الإدمان والتطرف والإرهاب والإلحاد والانحراف السلوكي والأخلاقي، مشددًا على أنها كوارث لا بد من وقاية الإنسان المصري منها أو المقدمات التي تؤدي لها، والعلاج في إعادة بناء ثقة الإنسان المصري في تاريخه ومؤسساته ونفسه. الأزهري يكافئ طالبًا من ذوي الهمم وفي سياق آخر، طرح الدكتور أسامة الأزهري سؤالاً على طلاب جامعة الزقازيق، خلال ندوة بعنوان «الإسراء والمعراج.. المعجزة الخالدة»، مختبرًا وعي الطلاب الفقهي واللغوي لتفسير الآية: «لَقَدْ رَأَىٰ مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَىٰ»، سورة النجم. وأجاب على السؤال طالب من ذوي الهمم، وهو ما أثار إعجاب الدكتور أسامة الأزهري، الذي نزل برفقة الدكتور عثمان شعلان رئيس جامعة الزقازيق وأهداه جائزة مالية ملقتطًا معه صورة تذكارية، ومعبرًا عن مدى نبوغ وذكاء ووعي الشباب المصري.