توقع محللون وخبراء، أن تدعم مخاوف تقلبات الطقس بدول أمريكا الجنوبية والتوترات بين روسياوأوكرانيا، صادرات الذرة من أكبر موردي المحصول عالمياً، الولاياتالمتحدة، فيما تشير البيانات إلى احتمالية عدم كفاية الذرة الأمريكية لسد الاحتياجات العالمية المتزايدة، لتستمر أزمة سلاسل التوريد. وقال خبراء اقتصاديون في تصريحات ل«جلوبال بلاتس»، إنَّ عدم اليقين بشأن محاصيل أمريكا الجنوبية ومخاوف التوترات بين روسياوأوكرانيا، قد يدفع الولاياتالمتحدة إلى زيادة حجم صادراتها من الذرة للعام 2021-22 «سبتمبر-أغسطس»، بنحو 5% عن المتوقع. واستند المحللون في توقعاتهم، إلى موسم الجفاف الذي ضرب المحاصيل الزراعية بدول أمريكا الجنوبية، خاصةً البرازيل والأرجنتين، أكبر المنتجين والمصدرين عالمياً، مرجحين تراجع إنتاجية الفدان من الذرة وفول الصويا في موسم الحصاد التالي. انخفاض مخزون البرازيل والأرجنتين من الذرة بسبب الجفاف فيما قال أحد المحللين ل«جلوبال بلاتس»، إنَّه «خلال المرحلة الأولية ل زراعة الذرة في البرازيل والأرجنتين، كان من المتوقع تحقيق إنتاج قياسي على خلفية الزيادة المتوقعة في مساحة المحاصيل والأمطار المبكرة، ثمَّ تم خفض توقعات المخرجات لاحقًا بسبب الجفاف بمرحلة دورة المحاصيل الحرجة». صادرات الذرة الأمريكية لن تتجاوز 20% من إنتاجها لهذا العام وبحسب بيانات وزارة الزراعة الأمريكية، فمن المتوقع أن تصل إنتاجية الولاياتالمتحدة من الذرة إلى 383,9 مليون طن متري خلال العام 2021/ 2022، من بينها 61,6 مليون طن فقط مخصصة للصادرات. ووفقاً للورقة البحثية لجلوبال بلاتس، فإنَّ وزارة الزراعة الأمريكية كانت خفضت تقديراتها التصديرية للذرة، بسبب المنافسة المتزايدة من الدول الأخرى، والتي يبدو أنها تتراجع بفضل عدم اليقين بشأن الإمدادات الأوكرانية بسبب التوترات الحدودية مع روسيا. ووفقاً لبيانات الوزارة، فإنَّ أوكرانيا مصدر رئيسي للذرة عالمياً، بنسبة صادرات تقدر ب16% من الإمدادات العالمية للمحصول، وهي بجانب الولاياتالمتحدة تمثلان المورد الرئيسي للمحصول إلى الصين، أكبر مشتري ومستهلك في السنوات الأخيرة، ما يشير إلى تحول الصين للاستيراد من «واشنطن» إذا تعطلت صادرات الذرة الأوكرانية، على المدى المتوسط. في المقابل، هناك حالة من عدم اليقين بشأن الإمدادات العالمية من الذرة، حيث يعاني السوق الأمريكي للمحصول من بعض المعوقات التي لا تجعله بديلاً مثالياً لدول أمريكا اللاتينية. وأشارت الورقة البحثية لجلوبال بلاتس، إلى أنَّ مخاوف الاعتماد على الذرة الأمريكية، تتعلق بارتفاع التكاليف وانخفاض توافر الأسمدة التي تؤثر على قرارات المزارعين، حيث أنَّ الذرة محصول كثيف الأسمدة وأسعار الأسمدة في الولاياتالمتحدة عند أعلى مستوياتها منذ عدة سنوات. وبحسب بيانات صادرة عن وحدة بحوث زراعية بالأرجنتين، وهي أحد أكبر مصدري الذرة، والتي خفضت توقعاتها بشأن إنتاجيتها من الذرة خلال العام المالي الحالي ب8 ملايين طن متري بسبب الجفاف، بتقديرات نهائية للمحصول 48 مليون طن، مقارنة ب 52 مليون طن للعام السابق، أي خلال عام الجائحة العالمية. تأمين العلف الحيواني يدفع البرازيل لتخفيض صادراتها من الذرة واستناداً إلى بيانات مجلس الحبوب الدولي، فقد تتعرض إمدادات الذرة العالمية للانخفاض أيضاً، بسبب نقص المعروض البرازيلي، وهي من أكبر الموردين للعالم، بضغوط من زيادة الاستهلاك والاعتماد على الإنتاج المحلي، بجانب ارتفاع سعرها عن مثليتها الأمريكية. وتستورد الولاياتالبرازيلية الجنوبية استهلاكها من الذرة لتصنيع علف الذرة المنزلي، من باراجواي والأرجنتين لتقليل نفقات الشحن والنقل.