تزايدت المخاوف فى الاسواق من نقص امدادات محصول القمح مع تكشف الازمة السياسية والعسكرية فى اوكرانيا التى تعتبر مع روسيا وكازاخستان اصحاب نحو خمس صادرات القمح في العالم، اضافة إلى المخاوف الناجمة عن البرد القارس والجفاف في المناطق الرئيسية لزراعة القمح فى الولاياتالمتحدة، أكبر مصدر في العالم. وعلى الرغم من أن الأزمة الاوكرانية لم تعطل بعد الإمدادات والصادرات الا ان الملاحظ ان الأسعار آخذة في الارتفاع مع توقعات بوصول سعر اردب القمح لسعر قياسى خلال الفترة القادمة وهو امر سيضر بالاقتصاد المصري التى يعتبر اكبر مستورد لغلة القمح في العالم. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن "الخوف قد استفحل في سوق القمح. وارتفعت الأسعار نتيجة تصاعد الاتجاه للشراء بين المستثمرين بدعم من أزمة اوكرانيا اضافة للقلق بشان انتاجية القمح الامريكى هذا العام وادت هذه المخاوف لارتفاع بلغ اكثر من 7 دولارات للبوشل (وحدة قياس الحبوب الامريكية = 0.03524 متر مكعب)، وقفزت اسعار الحبوب بصفة عامة ما يقرب من 20 في المئة منذ نهاية فبراير الماضى مع بدء التوترات بين موسكو وكييف. ويقول كريس جاد، المحلل لدى مؤسسة ماكواري في لندن "على الرغم من التوترات العسكرية، الا ان صادرات الحبوب من أوكرانياوروسيا مازالتا تتدفقان بسلاسة دون أي تأخير ملحوظ، ويبدو أن تزايد الاسعار يقوده الخوف لا نفص الامدادات". فمع كون اوكرانيا خامس أكبر دولة مصدرة للقمح وثالث أكبر شاحن للذرة، تكهن تجار الحبوب بأن الشحنات الاوكرانية من الحبوب يمكن أن تنخفض وسط التوترات المتزايدة مع روسيا، و قد تواجه صادرات الحبوب فى اوكرانيا معضلة "عنق الزجاجة" في الموسم المقبل، إذا فرضت موسكو تكتيكات غليظة على امتداد مياه شبه جزيرة القرم وهى مخاطر ستكلف أوكرانيا ليس فقط القدرة على تصدير انتاج الحبوب في المنطقة نفسها ولكن ايضا القدرة على التصدير من اثنين من الموانئ الشرقية وهما "ماريوبول" و"بيردياسك". و تصدر أوكرانيا نحو مابين 40 الى 45 مليون طن من الحبوب، وهو أكثر من القدرة الكافية لشحناتها، التي قدرتها الحكومة بنحو 33 مليون طن فى عام 2013- 2014 .. ياتى هذا فى الوقت الذى فقدت فيه كييف نحو مابين 4 الى 5 مليون طن من الحبوب بعد سيطرة روسيا على شبه جزيرة القرم، وفقدت القدرة على تصدير نحو 12 مليون طن حبوب بعد خنق مينائى "ماريوبول" و "بيردياسك". ويرى الخبراء ان انتاج الولاياتالمتحدة من القمح هو ما سيحسم اسعار القمح العالمية، وسط توقعات بتناقص الانتاجية نتيجة موجه الطقس الباردة التى ضربت بعض مناطق زراعته هذا الموسم بوسط البلاد، كذلك الجفاف الذى شهدته بعض مناطق جنوب السهول الكبرى الامريكية، وهناك قلق يسيطر من ضعف الامطار فى أستراليا وأوروبا الشرقية، بما في ذلك ألمانيا، وبولندا. وأحدث تقرير مرحلي للمحاصيل من وزارة الزراعة الأميركية، يقول ان العواصف الترابية في كنساس وأوكلاهوما وتكساس، اضافة للنقص الكبير في الرطوبة سيجعل أكثر من نصف محصول القمح الشتوي بتكساس من نوعيه "سيئة الى سيئة للغاية"، في حين أن 11 في المائة فقط كستكون من نوعية " 'جيدة إلى ممتازة". بينما في ولاية كنساس سيكون نحو ثلث المحصول فقط من نزوعية "جيدة إلى ممتازة "، و مثل هذه التقارير تزيد القلق و المخاوف فى اوساط تجارة القمح العالمية . ياتى هذا فى الوقت الذى ذكرت فيه وكالة "بلومبرج" الهولندية ان اليابان ثاني أكبر مستورد للقمح في آسيا رفعت خطتها الشرائية من القمح لاعلى مستوى لها في أربع سنوات بعد ان كشفت تقارير الانتاج المحلية انخفاض الانتاج هذا العام فى البلاد حيث تخطط طوكيو لاسنيراد نحو 4.93 مليون طن متري من القمح في السنة التي تبدأ في 1 أبريل ، فيما كانت قد استوردت العام الماضى 4.91 مليون طن مترى. وزيادة القلق العالمى ارتفعت أسعار الحبوب الروسية التي وصلت الاسبوع الماضي لسعر 295 دولار للطن ، بزيادة نحو 10 دولارا عن ما سبقه و من المتوقع تخطيها حاجز 300 دولار، وساعدها فى هذا تحول التجار الى "الوفاء بالتزاماتهم" بلشراء من روسيا، بدلا من أوكرانيا، خوفا من انقطاع التصدير ، كذلك إحجام المزارعين عن البيع انتظارا لارتفاع الاسعار كما هو متوقع . ويقول "داريل جيد"، الخبير الاقتصادي الزراعي في جامعة إلينوي الامريكية ان "الأسعار ستبقى مرتفعة لفترة أطول حتى يكون هناك دليل على أن الطلب يتباطأ بالمقارنة مع الإمدادات المتاحة".