بضع دقائق.. بدلة سوداء.. حراسة غائبة.. هرج ومرج يملأ المكان، مظاهر حضرت عندما هبط رئيس الوزراء إبراهيم محلب، من سيارته في أحد شوارع وسط البلد، تجمهر من المواطنين يحيط برئيس الحكومة .. ينتشر نبأ تواجد "محلب" بالمنطقة فيقبل القاصي والداني لمشاهدته أو التحاور معه أو إشباع للفضول، الضجة التي أثارتها زيارة إبراهيم محلب لوسط البلد فجأة تستحضر في الأذهان زيارة المشير حسين طنطاوي إلى نفس المكان قبل 3 سنوات. قرار رئيس الوزراء بالنزول في منتصف الليل إلى "قلب القاهرة" يتشابه مع سابقة طنطاوي في كثير من الوجوه، فالمسؤولان اختارا منطقة واحدة لإتمام جولتهم المفاجئة، بينما كان القصد منها الاطمئنان على أحوال المواطنين.. خرجت مبادرة المشير وقتها والوزير بنتيجة واحدة مفادها يكمن في الحديث عن خبر الزيارة فقط، "محلب" انتهج طريقة "طنطاوي" وفضل مفاجأة الناس بنزوله الشارع. الزيارات المفاجئة يقوم بها المسؤولون عادة دون حراسة لكن ثمة ما يميز زيارة رئيس الحكومة عن رئيس المجلس العسكري آنذاك، فزيارة "محلب" جاءت في ظل مناخ مشحون بتهديدات وتحديات إرهابية ينغمس فيها الشارع المصري كله، يقول عصام الشريف، المنسق العام للجبهة الحرة للتغيير السلمي، "الفضل في السماح بهذه الزيارة يعود للجهات الأمنية التي استطاعت إعادة الأمان إلى منطقة وسط البلد عقب وقت قصير من حادث تفجير سيارة مفخخة أمام دار القضاء العالي"، بحسب قوله.