قال فرتيس كون، عمدة مدينة شتوتجارت الألمانية، إن هدف زيارته للقاهرة والوفد المرافق له هو السعي لتعزيز التعاون مع مدينة القاهرة، التي تم التوقيع معها على اتفاقية الشراكة والتوأمة منذ 35 عامًا. وأضاف فرتيس كون، في كلمة ألقاها مساء اليوم خلال الاحتفال بيوم ألمانيا بحديقة الأزهر، أن هناك أوجه تشابه للجمال بين مدينتيّ القاهرة وشتوتجارت، لافتًا إلى أن شتوتجارت تمتاز بأنها مدينة قوية ثقافيًا واقتصاديًا، ونجتهد لتكون قوية بيئيًا من خلال بذل الجهود للحفاظ على البيئة وحمايتها. وتابع عمدة "شتوتجارت" قائلاً إن هناك نظام تعليم جيدًا يُعد عصب الاقتصاد القوي في ألمانيا، وسر قوة هذا الاقتصاد تكمن في مشاركة المواطنين في كل شيء من التفكير والتخطيط والتنفيذ لأن حرية التعبير تؤدي إلى الابتكار، مؤكدًا سعيه لتعزيز التعاون بين القاهرة وشتوتجارت في مجالات البنية الأساسية والطاقة والمخلفات. ولفت فرتيس كون إلى أهمية تعزيز التعاون القوي في مجال التعليم والمرحلة المشتركة للتعليم بين جامعتيّ القاهرة وشتوتجارت في مجال التخطيط العمراني، مؤكدًا أهمية استمرار الاتصالات المباشرة بين الشعوب من خلال تبادل الزيارات بين سكان مدينتيّ شتوتجارت والقاهرة. وبدوره، رحَّب محافظ القاهرة الدكتور جلال مصطفى سعيد بمشاركة الوفد والقيادات والشركات الألمانية في هذه الفعالية التي جاءت للاحتفال بمرور 35 عامًا على اتفاقية الصداقة والتوأمة بين القاهرة وشتوتجارت، حيث هناك تعاون وثيق بين الأفراد والوفود الرسمية والشركات والجمعيات الأهلية لصالح مصر وألمانيا. وأعرب عن تطلعه إلى مزيد من تعزيز التعاون والاستفادة من الخبرة الألمانية في المجالات التي تتميَّز فيها مثل التعليم وإدارة المخلفات الصلبة والمدن والطاقة الشمسية، وهذا ما تمت مناقشته خلال اجتماعه اليوم مع عمدة شتوتجارت، مشددًا على ضرورة الاستفادة من ألمانيا الرائدة في مجال الصناعة في ضوء دخول مصر مرحلة هامة بتنفيذ مشروعات كبيرة مثل مشروع قناة السويس وإنشاء شبكة طرق وغيرها التي يمكن للشركات الألمانية المساهمة فيها. ومن جانبه، أكد هانز يورج، سفير ألمانيابالقاهرة، أهمية الاستفادة من ثراء وتنوع أوجه التعاون "المصري- الألماني"، ولذا تقرر تنظيم يوم ألمانيا في حديقة الأزهر لإبراز هذا الوجود الذي يمثل قرونًا من التعاون في مصر الدولة ذات المنارة الدينية والعلمية والثقافية والاقتصادية. وأضاف أن هناك كثيرًا من المنظمات والشركات والمؤسسات الألمانية العاملة في مصر، ومنها من يتجاوز وجودها 200 عام وجاءت تلبية لدعوة محمد علي، والي مصر، الذي استفاد من علماء ومهندسين وأطباء ومعماريين ألمان ساهموا في بناء مصر الحديثة. ولفت السفير إلى أن المساهمة الألمانية في مصر تتمثل في المنشآت المعمارية والمدارس والمقابر الألمانية في الفسطاط (حي مصر القديمة) وجميعها ساهمت في السمعة التي لا تزال ألمانيا تتمتع بها في مصر حتى اليوم.