اِستقبل الرئيس عبدالفتاح السيسي، اليوم، بمقر رئاسة الجمهورية، روبرتا بينوتي، وزيرة الدفاع الإيطالية، بحضور الفريق أول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي، ومن الجانب الإيطالي، حضر كل من السفير ماوريتسيو ميتساري، سفير جمهورية إيطاليا بالقاهرة، وبيير فاوستو ريكيا، المستشار السياسي والإستراتيجي لوزيرة الدفاع الإيطالية. وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمي باِسم رئاسة الجمهورية، إن الوزيرة الإيطالية استهلت اللقاء بالإعراب عن خالص التعازي في سقوط شهداء الحادث الإرهابي الغاشم في شمال سيناء، لافتًا إلى أنها أكدت رغبة بلادها في تعزيز علاقاتها مع مصر في كل المجالات، وذلك ليس فقط لتاريخ مصر وحضارتها العريقة، وإنما أيضًا لمستقبلها الواعد وكونها محورًا لتحقيق الاستقرار والسلام في منطقة الشرق الأوسط والمتوسط، إضافة إلى أنها أوضحت أن من حق كل شعب أن يضع ويطبق نموذجه الديمقراطي الخاص به، والذي يراعي هويته الثقافية وتقاليده المرعية. من جانبه، أعرب الرئيس السيسي، عن تقدير مصر لكون إيطاليا أولى الدول، التي أدانت ذلك الحادث الآثم، مؤكدًا رغبة الشعب المصري في التحرك نحو المستقبل والدفاع عن هويته ومقدرات وطنه، لافتًا إلى أن مصر تعتز بعلاقاتها مع إيطاليا وتتطلع إلى تدعيمها والارتقاء بها إلى آفاق أرحب. واتفق الرئيس في الرأي بشأن أهمية منح الشعوب حرية الاختيار وتحمل مسؤولية خياراتها لتتمكن من تطبيق النموذج الديمقراطي، الذي يناسبها مع العمل على استخلاص الدروس المستفادة والبناء عليها بهدف تحقيق مستقبل أفضل، وهو ما حدث في مصر على مدار السنوات الثلاث الماضية، بحسب البيان الرئاسي، لافتًا إلى أن مصر تعتبر إيطاليا قناة اتصال هامة مع الاتحاد الأوروبي، وذلك في ضوء علاقات الصداقة والجوار التي تجمع بين البلدين. وأكدت الوزيرة الإيطالية أن مصر تُعد شريكًا استراتيجيًا مهمًا لبلادها، ليس فقط على الصعيد الثنائي، ولكن أيضًا على مستوى المنطقة وكذلك على الصعيد الدولي، موضحة أن بلادها مهتمة بالتعرف على الرؤية المصرية تجاه التعاون المشترك لتسوية عدد من القضايا الإقليمية، وفي مقدمتها الوضع في ليبيا، التي يتعين الحفاظ على سلامتها الإقليمية ووحدة أراضيها، مؤكدة أهميتها الإستراتيجية لإيطاليا. وأوضح السيسي، أنه يجب تقديم كل أشكال الدعم الممكنة لإنجاح خيارات الشعب الليبي الحرة، المتمثلة في البرلمان المنتخب من الشعب الليبي، فضلًا عن منع قدرة الميليشيات المسلحة وتجفيف منابع التمويل والإمداد بالسلاح، ودعم قدرات الجيش الليبي الوطني لتمكينه من الدفاع عن دولته، ومن ثم يتعيَّن على البلدين تعزيز التعاون والتنسيق المشترك فيما بينهما، أخذًا في الاعتبار أن تحقيق النجاح في ليبيا سيمثل نموذجًا يمكن الاحتذاء به من دول أخرى في المنطقة. وعلى صعيد الدعم الذي تتطلع إليه مصر في مكافحة الإرهاب، أكد الرئيس أن مصر تخوض مواجهة شاملة ومباشرة ضد قوى الإرهاب، وتحتاج إلى دعم مالي وتقني وتنسيق أمني موسع لتأمين حدودها الطويلة، فضلًا عن معركتها مع الجماعات الإرهابية في سيناء، وسعيها لمواجهة الانتشار السريع للأفكار المتطرفة، التي يتعيَّن العمل على مواجهتها بشكل شامل لا يقتصر فقط على المواجهة العسكرية، وإنما يشمل الجوانب التنموية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وشددت الوزيرة الإيطالية، على توافق بلادها في الرؤى مع مصر بشأن مواجهة التطرف الديني من خلال استراتيجية شاملة، مشيدة بجهود الأزهر الشريف على صعيد تصويب الخطاب الديني. وعلى صعيد تعزيز العلاقات الثنائية، أكد السيسي، أهمية السياحة الإيطالية الوافدة إلى مصر، مشيرًا إلى تطلع مصر لزيادة صادراتها إلى السوقين الإيطالية والأوروبية، ولا سيما المنتجات الزراعية، ووعدت الوزيرة الإيطالية بإبلاغ رئيس الوزراء الإيطالي بما تقدم، مشيرة إلى دعمه ومساندته لمصر.