كشف الدكتور أسامة الأزهري، مستشار الرئيس للشؤون الدينية، عن الأفكار المشتركة التي جمعت التيارات التكفيرية المتطرفة، موضحًا أن فكرة التكفير تولد فكرة أخرى هي أن المجتمع جاهلي، ما يدفع المتطرف إلى البحث عن توصيف لنفسه، وكيف يعيش وسط المجتمع الجاهلي، ولذلك يصل إلى فكرة «الفرقة الناجية» بتعبير السلفيين، أو «العصبة المؤمنة» بتعبير سيد قطب. تطور الأفكار إلى فكرة الخلافة وأضاف «الأزهري»، في لقاء مع برنامج «الحق المبين»، المذاع على قناة «dmc» الفضائية، ويقدمه الكاتب الصحفي أحمد الدريني، اليوم الجمعة، أنه طالما هناك عصبة مؤمنة يرون أنهم وحدهم من يمثلون حقيقة الدين على وجه الأرض، وهم وحدهم من يستحقون الوعود الإلهية بالنصر والتمكين والنجاة، ومن هنا يأتي شدة الصلابة على موقفهم المغلوط، لأنهم لو تنازلوا سيرون أنفسهم مشككون في الوعود الإلهية. وتابع مستشار الرئيس للشؤون الدينية، بأن هذه التيارات تكفر باقي التيارات الأخرى، وهنا يظهر المصطلح الربع وهو «الولاء والبراء»، ويرون أن كل إنسان على وجه الأرض أن يكون له موقفًا بالموالاة لواحد من هذه التيارات، وكل فرقة تدعيّ أنها هي الأحق، وأن يبرأ من باقي الفرق ويناصبها العداء، ويكفّر بعضهم بعضًا، وعندما تولد فكرة الولاء والبراء تأتي فكرة أخرى وهي الاستعلاء بالإيمان والتي تمهد لحتمية الصدام التي تسمى بالجهاد، والتي تؤدي لفكرة أخرى وهي الخلافة، مشددًا على أنه تحت فكرة الولاء والبراء أيضًا تُنسف فكرة الوطن نسفًا. المسلمون لن يقعوا في الشرك وشدد على أن النبي لم يخش على المسلمين من الوقوع في الشرك من بعده، مستشهدًا بالحديث الذي يقول: «وَاللَّهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَنَافَسُوا فِيهَا»، وهذا يعني أنه خاف على المسلمين من قسوة القلب واللهو، ولكنه أقسم أن وجود الشرك ووقوعه على هذه الأمة غير قابل للحدوث، مشيرًا إلى أن هناك ضابط وعاصم لهذه الأمة حتى لو تقدمت أو تأخرت أو تراجعت.