ثورتان قام بهما المصريون لتغيير واقع جثم على صدورهم وكان القاسم المشترك فى الثورتين هو تولى من لا يصلح واستحالة زحزحته لعبثه بمقدرات مرؤوسيه، فعلها نظام مبارك كنتيجة طبيعية لتزاوج المال بالسلطة، فسادت المحسوبية والفساد وفعلها نظام الإخوان معتمدين على الولاء والطاعة، فقدموا الأهل والعشيرة على العلم والخبرة فكادت تضيع الدولة، وأدرك المصريون بفطرتهم الخطر المقبل على دولتهم فانتفضوا لإزاحة هذا الكابوس فى 30 يونيو وانحاز جيش مصر العظيم لمطالب الشعب، سيادة الرئيس: لقد وثق بك الشعب وأعطاك تفويضاً ليس لمكافحة الإرهاب وإعادة الأمن المفقود بل لاسترجاع هذا الوطن والنهوض به ليخرج ويقدم أفضل ما فيه فقبلت التفويض وحملت الأمانة، وشعرنا جميعاً بما تبذله من مجهود لنفض الغبار عن الجهاز الإدارى للدولة واستعادته من حالة غيبوبة عميقة. وزادت مسئوليتك يا سيادة الرئيس بمحاربة الإرهاب ومواجهة ضرباته الغادرة، وعندما أعلنت أن مصر فى حالة حرب أحس المصريون البسطاء بخطورة ما تقول فاختاروا أن يكونوا ظهيراً لك يساندونك ويدعمونك، وهل يوجد أبلغ مما قاله أحد جنودنا الأبطال من مصابى الحادث الإرهابى الأخير عندما أعلن أنه ينتظر بفارغ الصبر أن يغادر المستشفى ليعود مرة أخرى لموقعه فى سيناء، ليثأر لزملائه، وأنه لا يخشى الموت فى سبيل مصر، سيادة الرئيس: هل يوجد وفاء أكثر من ذلك؟! هذا هو رد فعل المصريين البسطاء، فهل كان التفاعل من الجهاز الإدارى للدولة على نفس المستوى؟ يؤسفنى أن الإجابة أن جهاز الدولة الإدارى ما زال فى غيبوبته، فهناك من لم يدرك بعد أن الدولة فى حالة حرب، حرب من أجل الوجود والاستمرار من أجل استعادة الدولة من أجل عودة مصر إلى القيادة والريادة، لن ننكر أن هناك من يعمل ليل نهار واتخذ مواقف واضحة بطريقة عملية فى مسيرة استعادة مؤسسات الدولة وهناك من اختار الطريقة الحنجورية فى وسائل الإعلام المرئى والمقروء، فيلعن الإرهاب والإرهابيين، ثم يعلن الدعم والولاء وكل سنة وأنتم طيبون ويعود إلى مكتبه قرير العين بما صرح وأدلى من أحاديث. سيادة الرئيس: نحن ندرك أن الوطن فى خطر وأن المصريين البسطاء احتشدوا حولك ولن يخذلوك أو يتركوك، فماذا أنت فاعل لهم؟ نحن نعلم أنها ليست معركتك وحدك وأننا جميعاً من ورائك، فهل أدرك بعض الراقدين تحت الغبار على مكاتبهم ذلك؟ بل الأدهى أن هناك من تسلل إلى مناصب فى جهاز الدولة الإدارى، ولا نعلم هل هو مؤهل لذلك أم لا؟ سيادة الرئيس حتى الآن نحن نفتقد الشفافية فيمن يتقلدون مناصب بأجهزة الدولة لا نعلم من أين أتوا وهل هم الأفضل للمرحلة الراهنة؟ هل تقدموا بحلول ورؤى جديدة؟ أم عدنا من جديد لا نعلم لماذا ذهب زيد وحضر عمرو. كيف تسرب بعض الفاشلين والمهملين إلى أجهزة الدولة الإدارية؟ سيادة الرئيس: اسمح لى، نحن لن نقبل بفكرة (هذا هو المتاح وليس فى الإمكان أبدع مما كان)، نحن فى ظروف لا تسمح بهواة أو مرتعشين، مرحلة لا تسمح بإعادة التجربة مرة ومرتين حيث لا نمتلك رفاهية الوقت والمال، نحن فى ظروف تقتضى وجود المحترفين. سيادة الرئيس: إن مصر جميعها وراءك فى الحرب على الإرهاب ولكنّ هؤلاء المهملين والفاشلين أخطر على الدولة من الإرهابيين، لأنهم يهدمون ويخربون دون أن نحس بهم، سواء كان ذلك عن قصد أم لا. من سيدفع فاتورة هؤلاء الفاشلين والمهملين؟ سوف تدفعها أنت أولاً سيادة الرئيس من رصيد حب ودعم لدى المصريين البسطاء.