سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«واشنطن» تخسر 8.3 مليون دولار يومياً.. و«داعش» يكسب مليون دولار خبير أمريكى: تكلفة العمليات ستتراوح بين 2.4 و3.8 مليار دولار سنوياً.. والمهمة الحاسمة ل«التحالف» مواجهة مصادر تمويل التنظيم الإرهابى
مع انطلاق الغارات الجوية التى ينفذها التحالف الدولى بقيادة الولاياتالمتحدة ضد تنظيم «داعش» الإرهابى فى سورياوالعراق، تعلقت الآمال باقتراب نهاية التنظيم الإرهابى الذى سيطر على أجزاء واسعة من العراق ويخوض معارك ضارية داخل سوريا بهدف السيطرة على أكبر قدر ممكن من المناطق، خاصة فى الوقت الذى تحركت فيه قوات حماية الشعب الكردية فى سوريا لمواجهة التنظيم على الأرض من خلال الغطاء الجوى الأمريكى، ولكن مع مرور الوقت أثبتت الضربات الجوية محدودية تأثيرها بسبب ضعف المعلومات الاستخباراتية داخل سورياوالعراق عن مواقع التنظيم، خاصة مع سقوط عدد من المدنيين ضحايا لتلك الغارات التى يفترض أنها تستهدف «داعش». الآثار السلبية لتلك الغارات لا تتوقف عند حد التأثير المحدود لها وتنامى نفوذ «داعش» فقط، وإنما امتدت إلى خسائر مالية بالنسبة للولايات المتحدة، تمثلت فى تكلفة تصل إلى 8.3 مليون دولار للغارات فى اليوم الواحد، فى حين أن تنظيم «داعش» الإرهابى يحصل على نحو مليون دولار يومياً من خلال بيع النفط فى سورياوالعراق. وزارة الدفاع الأمريكية أعلنت، أمس، أن الغارات الجوية التى تشنها الولاياتالمتحدة ضد «داعش» تكلف الخزينة الأمريكية 8,3 مليون دولار يومياً. وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية بيل أوربان، إنه منذ أن بدأت الولاياتالمتحدة غاراتها الجوية ضد التنظيم المتطرف فى العراق فى 8 أغسطس، ثم فى سوريا، بلغت تكلفة هذه العمليات العسكرية الأمريكية 580 مليون دولار. وقبل أسابيع قليلة، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية أن تكلفة تلك الغارات يومياً نحو 7 ملايين دولار، وهو ما يعنى أن الرقم الجديد زاد بقيمة 1.3 مليون دولار تقريباً، بسبب تكثيف الغارات على مواقع التنظيم خلال الفترة الماضية. وفى الوقت ذاته، أعلن نائب رئيس قسم الاستخبارات المالية بوزارة الخزانة الأمريكية ديفيد كوهين أن «تنظيم داعش يجنى مليون دولار تقريباً يومياً، بفضل عائدات بيع البترول، إضافة إلى المبالغ التى يحصل عليها من الفدية التى يدفعها أهالى الرهائن الذين يحتجزهم مقابل الإفراج عنهم»، مؤكداً أنه منذ منتصف يونيو الماضى، يجنى التنظيم المتطرف هذا المبلغ يومياً. وأضاف: «التنظيم يبيع النفط فى سورياوالعراق بأسعار مخفضة عن طريق وسطاء، بعضهم فى تركيا وكردستان، قبل أن يتم شحنه وإعادة بيعه من جديد فى الأسواق العالمية». الخبير الأمريكى فى مركز التقييمات الاستراتيجية والموازنة تود هاريسون، قال فى دراسة سابقة نشرها قبل أسابيع عن تكلفة الحرب ضد «داعش» وما يحتاجه التحالف الدولى فى سبيل القضاء على التنظيم، إن «تكلفة العمليات العسكرية الأمريكية ستبلغ ما بين 2.4 و3.8 مليار دولار سنوياً»، وفى حالة تكثيف الغارات بشكل أكبر، فإن التكلفة سترتفع لتتراوح بين 4.2 و6.8 مليار دولار سنوياً. وبحسب التقرير الذى نقلته مجلة «فورين بوليسى» الأمريكية، فإن التكلفة الأكبر فى هذه العمليات العسكرية يتم إنفاقها على طلعات طائرات الاستطلاع التى ترصد مواقع التنظيم فى سورياوالعراق. وأضاف: «على سبيل المثال، فإن الطلعة الواحدة التى تنفذها طائرة استطلاع من طراز (بريدايتور) أو (ريبر)، تكلف ألف دولار فى الساعة، ولكن هذه التكلفة ترتفع لتصل إلى 7 آلاف دولار فى الساعة، عندما تكون الطائرة من طراز (جلوبال هوك) التى يمكنها الطيران على ارتفاعات أعلى بكثير من سابقتيها». وقال «هاريسون» إنه حتى نهاية سبتمبر الماضى، أى بعد مرور شهر ونصف تقريباً على بدء تلك العمليات، فإن الولاياتالمتحدة أنفقت بالفعل مبلغاً يتراوح ما بين 780 و930 مليون دولار، مؤكداً أن حجم النفقات سيتسع بحجم العمليات التى تجريها الولاياتالمتحدة. وتشير «فورين بوليسى» إلى أن المعركة الحقيقية بالنسبة للولايات المتحدة هى القضاء على مصادر تمويل التنظيم الإرهابى، التى تتنوع ما بين عائدات بيع النفط والفدى التى يحصل عليها مقابل الرهائن وبيع الآثار، إضافة إلى أهم مصدر للتمويل وهو التبرعات التى يحصل عليها من المتعاطفين معه ومموليه فى مختلف أنحاء المنطقة. ونقلت المجلة الأمريكية عن «كوهين» قوله إنه بغض النظر عن تحالف أكثر من 60 دولة لمواجهة هذا التنظيم، فإن الشركاء الأساسيين فى مواجهة التنظيم هم قطر والكويت، متهما الاثنتين بأن لديها سوابق مثبتة تؤكد تمويل بعض مواطنيهم للإرهاب، ولهذا فإن هاتين الدولتين لديهما الكثير لتفعلاه.