خردة تلاطمها الأمواج من ابعد الشواطئ، حطام سفن غرقت في أعماق البحار ومخلفات بواخر تعبر مسافات لنقل ما في باطنها، لتجرفها الرياح إلى مياه الساحل الذهبي، تبدو وكأنها لا فائدة منها، يستقر عليها كائنات ضعيفة لا مأوة لها، بيئة بحرية غنية ولكن مع اهمال البشر تدهور حالتها، من فقر في الشعب المرجانية وانقراض لكائنات مائية باتت مهمتها الحبس في مربع زجاج لتصبح تحفه يتعجب كل من رآها، في ظله، نجحت مجموعة من الأشخاص في لفت الانتباه إلى ضرورة الحفاظ على هذه البيئة قبل الندم على ضياعها. هدف واحد يجمع 150 فرد من الغاطسين المحترفين داخل قبيلة"i-Dive" أو "أنا أغطس" والتي يتمركز عملها بجنوبسيناء على أشهر سواحلها "دهب"، وهو الحفاظ على البيئة البحرية واستمرارها، وتكاثر شعبها المرجانية لتنضج أسماكها المختلفة بألوانها المتنوعة، ومساعدة الكائنات المائية من خطر الانقراض إضافة إلى تنشيط السياحة وتطوير مهارات الغوص على مستوى عالمي، بالتعاون مع قطاع محميات جنوبسيناء وقسم تنشيط السياحة بوزارة السياحة. نشاطات ودورات تدريبية لخدمة المجتمع، حازت على المرتبة الثانية كأفضل نادي للغطس عالميًا، بعد أن نجحت في اكتساح الساحة بمشاريعها البيئية الهادفة، منذ أن بدأت عملها في عام 2010، تميزت بحملات البحث عن السلاحف المهددة بالانقراض والتي طالها التجار ليحكم عليها الخروج المؤبد من بيئتها المالحة وتأدية عملها في تنظيف الرمال، وتوضع في زجاج للعرض، مما يساعد في تدهور صحتها وفناءها البطيء، تعمل القبيلة جاهدة في محاولة لإنقاذ جميعهم وأعاده تأهليهم للرجوع إلى بيتها في أعماق البحر المالح. جهود مكثفة تبذل، في محاولة للحفاظ على حياة صالحة ومياه زرقاء نقية، ومن خطط الحفاظ على الشعب المرجانية ، تركيب "شمندورات" أو العوامات التي تساعد المراكب على الاستقرار وسط البحر كما تعتبر بيئة صالحة للحياة المرجانية وتساعد في تكوينها، إلى جانب عمليات وحملات تنظيف مياه البحر من مخلفاتها. سلاح ذو حادين.. لتسليط الضوء على اعادة الاستفادة من النفايات ولتنشيط السياحة في مراكز الغوص المميزة بمصر، ألقت القبيلة اهتمامها على عملية تدوير المخلفات واستخدامها في اشياء تُكون بيئة صالحة لتجمعات الشعب المرجانية والحفاظ عليها، ولتجذب انتباه السياح وزائرين دهب لممارسة رياضة الغطس، بعد سنوات من الدراسات والتخطيط نجح أفراد القبيلة في ابتكار فكرة متحف تحت الماء لحفظ الشعب المرجانية. "فيل وحورس وبيس" اجسام ضخمة راقدة في اعماق مياه منطقة "لايت هاوس" أو المنارة، تكونت من مخلفات ونفايات البحر المرماة على شواطئ دهب، نتج عن تجميعها اجسام ضخمة على شكل "فيل" وإلهة الشمس عند الفراعنة "حورس" وإلهة "بيس"، تم بشكل هندسي مميز يساعد على استقرارها في اعماق البحار تحت إشراف "حامد محمد" عضو هيئة التدريس بقسم النحت بكلية الفنون الجميلة، على بعد أمتار من السطح، تبدأ بعمق 14 حيث يرقد اول تمثال لينحدر إلى 18 متر ثم 20، غرضها الأساسي جذب الترويج عن مناطق غطس جديدة بمنطقة دهب، وتكوين شعاب مرجانية على أجساد التماثيل باعتباره بيئة صالحة لها. تجزأ المشروع على مرحلتين، بدأت مع اسقاط أول ثلاث تماثيل في 28 أغسطس من العام الجاري، حيث تم ارسال تماثيل على شكل حمار وكورسين في منطقة مجرى السيل، يليها المرحلة الثانية 4 سبتمبر بإنزال الثالثة الأخرين بمنطقة المنارة، والتي اتخذتها الأسماك كمنزل لها.