حصلت «الوطن» على أجزاء من تحقيقات نيابة حوادث جنوبالجيزة فى قضية مقتل الرائد تامر حمودة معاون مباحث الهرم وأظهرت التحقيقات والتحريات التى حصلت عليها «الوطن» مفاجآت جديدة فى القضية، كشفت التحريات والتحقيقات وتقارير أجهزة أمنية أنه لا وجود لضابط الجهة السيادية فى القضية نهائياً وأن المتهم الهارب إلى أمريكا ليس لواءً سابقاً فى المخابرات المصرية وإنما شخص وصفته التحريات ب«منتحل» صفة لواء بالمخابرات ويترأس شركة استيراد وتصدير وصفتها التحريات أيضاً ب«الوهمية» وتبين أنه متزوج من سيدتين إحداهما فلسطينية تحمل الجنسية الأمريكية وقال للمقربين منه إن إسرائيل استولت على أرض من زوجته قيمتها 2 مليار دولار وإنه يريد الحصول على أموال ليتمكن من مقاضاة إسرائيل. وأضافت التحريات والتحقيقات أن المتهم الهارب يظهر فى قنوات فضائية عربية بوصفه خبيراً أمنياً واستراتيجياً وظهر 3 مرات فى فضائية «الجزيرة مباشر» فى الأيام الأولى لثورة يناير وكان يتحدث عن الأمن والانفلات وتعامله مع المتظاهرين وما الذى أدى لثورة يناير. وأكدت التحريات أن المتهم الهارب يدعى محمد شريف عبدالفتاح مواليد عام 1961 ومقيم فى منطقة الشروق بالقاهرة وأنه تعرف على ضابط العمليات الخاصة عبدالعزيز الهلباوى من خلال شخص يدعى وائل عمار وأن المتهم الهارب أوهم ضابط العمليات الخاصة بأنه لواء فى المخابرات وأنه سينقله من وزارة الداخلية إلى الجهاز واتصل بشخص أيام وزارة الدكتور عصام شرف أثناء جلوسه مع الضابط وأوهمه أنه يتحدث إلى الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء وأن الأخير يسأله عن الأوضاع الأمنية والإقليمية فى مصر والشرق الأوسط، وشرحت التحريات أن ضابط العمليات الخاصة، 23 سنة، «انبهر» بشخصية المتهم الهارب واتصالاته بشخصيات عامة وقدرته على الحديث والشرح وأعطاه منذ فترة كمية من السلاح وطلب منه بيعها وأوهمه أنه مسافر إلى أمريكا ومعه زوجته الفلسطينية التى تحمل جنسية أمريكية وابنته الوحيدة 16 سنة.[Image_3] وتلقت نيابة حوادث جنوبالجيزة رداً من المخابرات العامة حول طلب النيابة معلومات عن شخص يدعى محمد شريف ادعى أنه ضابط بالجهاز وهو متورط فى جريمة مقتل الرائد تامر حمودة معاون مباحث الهرم.وأفاد تقرير جهاز المخابرات أنه بالبحث والتحرى عن اسم هذا الشخص تبين أن الجهاز لا يضم بين العاملين فيه شخصاً يحمل هذا الاسم نهائياً وأنه لم يسبق له العمل فى الجهاز من قبل. وكشفت التحقيقات التى باشرها فريق من النيابة ضم عند وقوع الجريمة هانى عبدالتواب ومحمد سمير الطماوى مديرى النيابة ويباشرها الآن أسامة حنفى مدير النيابة أن المتهم الذى استعلمت النيابة عنه ينتحل صفة ضابط بجهة سيادية وتبين أنه سافر خارج البلاد فى 14 سبتمبر الماضى ومكتوب فى وظيفته «تاجر»، وأوهم ضابط العمليات الخاصة أنه كتب «تاجر» فى جواز السفر ل«التمويه» ليس أكثر. وأكدت تحريات المباحث التى جرت بمعرفة مصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية أن هذا الشخص ليس ضابطاً وأنه موظف ويمارس نشاط الاتجار بالأسلحة النارية، وأضافت تحريات المباحث النهائية التى تسلمتها النيابة بإشراف المستشار أحمد البحراوى المحامى العام الأول لنيابات جنوبالجيزة، تورط هذا الشخص فى قضية اتجار فى الأسلحة النارية، بالإضافة إلى أن مصلحة الجوازات والهجرة أكدت أن هذا الشخص سافر إلى أمريكا منذ منتصف الشهر الماضى وتم وضعه على قائمة ترقب الوصول، بعد أن أكدت التحريات تورطه مع الضابط عبدالعزيز الهلباوى فى الاتجار فى الأسلحة النارية مقابل حصولهم على مبالغ مالية. ومن ناحية أخرى، تسلمت النيابة تحريات المباحث النهائية حول الواقعة وتضمنت التحريات التى أعدها فريق من الأمن العام بوزارة الداخلية وأشرف عليها اللواءان أحمد سالم الناغى مساعد أول وزير الداخلية لأمن الجيزة وكمال الدالى مدير الإدارة العامة للمباحث التى أكدت تورط كل من الضابط عبدالعزيز الهلباوى والمتهم الذى ينتحل صفة ضابط بالمخابرات والسيدة التى تدعى هند فى الاتجار فى الأسلحة النارية، وأضافت التحريات أن محمد عويس هو الذى أطلق الرصاص على الشهيد تامر حمودة مما أدى إلى مصرعه.أعد التحريات اللواء طارق الجزار نائب مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة والعميد جمعة توفيق رئيس المباحث الجنائية لقطاع الغرب. وأكدت التحريات أن المتهمة الهاربة هند رميح مواليد الأول من يناير عام 1978 بالغربية وأنها مقيمة بهضبة الأهرام وعرضت على المتهم الرئيسى بقتل الضابط الشهيد شراء كمية من الأسلحة النارية دون ترخيص وذخيرة وأن تلك الأسلحة عبارة عن بندقية قنص صناعة روسية وأخرى كلاشينكوف آلية وطبنجة ماركت بريتا وكميات كبيرة من الذخيرة لذات عيار تلك الأسلحة. وأضافت التحريات وتحقيقات النيابة أن محمد عويس المتهم بقتل الضابط علم من خلال اتصاله بهند أن الأسلحة التى تحدثت اليه بشأنها لدى أحد أصدقائها ويدعى عبدالعزيز -وهو ضابط العمليات الخاصة- وأوضحت التحريات أن محمد عويس طلب منها مهلة لتوفير مشترٍ للأسلحة. وشرحت التحريات والتحقيقات النهائية أن «عويس» توجه إلى قسم الهرم والتقى رئيس المباحث وأخبره بالتفاصيل واتفق مع الضباط على استدراج المتهم وضبطه والأسلحة المعروضة للبيع واتفق «عويس» مع ضباط قسم الهرم على دور كل منهما فى القبض على المتهم بعرض الأسلحة. واتفقوا جميعاً -كما تقول التحريات- أن يتوجه محمد عويس وبصحبته النقيب محمد على حبيش بسيارته الجيب ويتصل -أى عويس- بهند حتى تتصل ب« المتهم عبدالعزيز» وتحدد له مكان المقابلة وهو فى شارع «جاردينا» بحدائق الأهرام وأن الضابط المتهم يستقل سيارة حمراء اللون ماركة رينو.. وتبين أنه تم تحديد دور الشهيد تامر حمودة أن يكون الوسيط والمشترى لتلك الأسلحة حيث اتفقوا جميعاً أن يستقل سيارة ملاكى سوداء ويقف أمام سيارة المتهم.. ويستقل رئيس مباحث الهرم سيارة الشرطة ميكروباص وبصحبته قوات سرية قوامها 9 أفراد. وأكدت التحريات النهائية أن الجميع تحركوا بسياراتهم إلى الموعد المحدد وهم: المتهم الرئيسى عبدالعزيز الهلباوى والرائد الضحية تامر حمودة ورئيس مباحث الهرم وقوات الشرطة التى معه وتحرك النقيب محمد حبيش معاون مباحث الهرم فى سيارة المبلغ والمتهم بالقتل محمد عويس.. واتصل الضحية تامر حمودة بهاتف رئيس المباحث أثناء دخوله سيارة المتهم بحيازة السلاح واتفقا على إشارات بعينها عبر التليفون لتتحرك القوات وتلقى القبض على المتهم والأسلحة التى معه. وأوضحت التحريات النهائية أن المتهم بحيازة السلاح عبدالعزيز الهلباوى حاول الهرب بسيارته وفى هذه اللحظة أطلق محمد عويس النار فى اتجاه سيارة المتهم فى الجانب الأيمن أثناء وقوفه مع النقيب محمد حبيش على اليمين خلف سيارة المتهم وذلك من مسافة لا تتجاوز 7 أمتار، وفى الوقت نفسه أطلقت القوات أعيرة نارية فى تجاه السيارة، وتبين أن شرطياً يدعى حامد على أصاب شنطة السيارة الخلفية برصاصة وأن الشرطى حسنى عبدالفتاح أطلق النار على الإطار الأمامى للسيارة وتمكن مع الشرطى حامد من القبض على المتهم وتبين أن أمين الشرطة محمد قطب أطلق النار فى الهواء وتبين أن النقيب محمد حبيش أطلق الرصاص على الإطار الخلفى للسيارة ولم تطلق باقى القوة أى طلقات نارية. وتبين أن محمد عويس هو أول من أطلق النار على سيارة المتهم عندما شاهدها تتحرك وطلقته أصابت الضحية تامر حمودة وأنهت حياته. وأكدت التحريات أن المتهمة الهاربة هند عملت مطربة لفترة وشاركت فى مسلسل تليفزيونى، بطولة النجم الكبير صلاح السعدنى، ولم تستكمل المشوار وقال مقربون منها إنها سوف تسلم نفسها خلال أيام للنيابة العامة وأكدوا أن لا علاقة لها بجريمتى السلاح والقتل.