«راح زمان وجه زمان وهى فى نفس المكان» هذا حال إحدى سرايات «عزبة النخل»، المنطقة الشعبية المكتظة بالسكان، متراصة المحال التجارية والممتلئة بالضوضاء لضيق شوارعها، يوماً ما كانت هى الحى الأهدأ والأروع بين أحياء قطاع شرق القاهرة، «عزبة النخل» عاش فيها كثيرون من صفوة المجتمع.. ممن كانوا يسعون وراء السكينة والتميز والعزلة فى الإقامة، تغيرت ظروف المعيشة من رفاهية إلى منطقة شعبية، فيلا «سولمان» إحدى صور الحياة القديمة بين العقارات الجديدة فى عزبة النخل.. فسرايات «زمان» حلّ محلها أبراج وعمارات سكنية.. ولم يبق منها إلا القليل. مساحتها واسعة.. المبنى السكنى يتوسط حديقة مزروعة نباتات، الحياة داخل السور القديم المحيط بالسرايا تبدو متوقفة.. النباتات ذابلة والألوان «مطفية».. أبوابها وشبابيكها القليلة موصدة، فكل مظاهر الحياة تخاصم هذا الصرح القديم، فيلا «سولمان»، كما يسميها أهل المنطقة، واقعة فى تقاطع امتداد عين شمس مع شارع منشية عصمت، منخفضة عن مستوى الشارع وقليلة الارتفاع.. تتكون من دورين يتقدمهما «تراس»، صاحبها أمير خليجى يمتلكها من عشرات السنين ولا يأتى إليها من سنين، «ومش عارفين ليها صاحب غير راجل عربى ومش بييجى»، قالها رجل مسن يسكن فى الشارع المجاور للفيلا. ارتفاع السور لا يتعدى المترين.. له باب واحد رئيسى مغلق بالسلاسل والأقفال، يقيم بداخله «غفير»، يقول عنه «مرتضى» صاحب مطعم بالمنطقة: «كل شوية أيام بييجى غفير مرة من الحكومة ومرة من الأهالى»، «السرايا القديمة» حسب رواية «مرتضى» محل صراع بين صاحبها (ورثة سولمان) وجهة سيادية فى الدولة «محدش عارف هيا دلوقتى بتاعت مين.. بس اسمها فيلا سولمان»، يضيف «الرجل الأربعينى»: «أصحابها من الأعيان ومن زمان مقفولة ومهجورة ومحدش ساكنها غير الحارس».