أقام سمير صبري، المحامي، دعوى قضائية ضد رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم، يطالب فيها بسحب تراخيص المدارس التركية التابعة للتنظيم الدولي لتعليم أطفال المصريين. وقالت الدعوى إن قبل خمس سنوات بدأت الحكومة التركية في الدخول إلى "بيزنس" المدارس الخاصة في مصر، وفي الفترة ما بين عامي 2009 و2012 اخترق أردوغان هذا المجال وأنشأ من خلال حكومته 7 مدارس دولية في محافظاتالقاهرة والإسكندرية وبني سويف. وأضافت الدعوى أن في شهر سبتمبر 2011 قامت أمينة أردوغان، زوجة الرئيس التركي، بزيارة إحدى المدارس بمنطقة التجمع الخامس، وفي عام 2012 أُقيمت مدرسة تركية في بني سويف، وسلسلة المدارس التي تنتمي لمجموعات المدارس الدولية والتي لا ترتبط بالتعليم المصري ولا بالمواد التي تتبعها وزارة التعليم كما أن معلمي تلك المدارس ليست لهم دراية باللغة العربية وأنهم ينتمون لفكر الداعية التركي الشهير محمد فتح الله كولن، والذي يعد المرجعية الأهم للدولة الأردوغانية التركية، حيث حضر افتتاح المدارس في احتفال غير عادي لأنه ليس مجرد شيخ أو داعية، فالرجل هو المنظِّر الأول للدولة التركية الإخوانية وهو أحد الناشطين الإسلاميين في تركيا منذ ستينيات القرن العشرين، ويمتلك تأثيرًا كبيرًا على صناع القرار في عدد من مؤسسات الدولة التركية، وقبل الخلاف مع أردوغان يعيش كولن في الولاياتالمتحدةالأمريكية وحضر خصيصًا من أجل الحفل. وأكدت الدعوي أن الكارثة لم تتوقف عند نشر الفكر الإخواني من خلال المدارس التركية في مصر، والأفدح أن اللغة الغربية غير مدرجة على قائمة المناهج بتلك المدارس، فاللغة الإنجليزية هي اللغة الأساسية، بالإضافة إلى اللغتين التركية والألمانية واللغة العربية لا يتم تدريسها إلا من خلال كتاب صغير عديم الأهمية وتعلل المدرسة الكائنة بمصر الجديدة بأن مناهجها دولية تخضع لقواعد "الأمريكان سستم"، والأخطر من ذلك كله أن إدارة المدارس ترفض عزف النشيد الوطني المصري أو تحية العلم وأن بعض التلاميذ والمدرسين يرفعون شعار رابعة داخل صفوف المدرسة التعليمية. وأوضحت الدعوى أن هناك شراكة بين نائب مرشد الإخوان خيرت الشاطر، المحبوس على ذمة قضايا، في إدارة المدرسة بنسبة 8%، وأن المدرسة تنتهج منهجًا متشددًا دينيًا، أما الفضيحة المدوية فتمثَّلت في رفض قبول طلبة مسيحيين للدراسة بتلك المدارس، فلا يوجد طالب مسيحي واحد في صفوفها والانتماء والولاء في المدارس التركية لم يعد مصريًا، كذلك فإن نشر الفكر الإخواني بين طلاب المدارس التركية، أصبح يتم بشكل مباشر بعد الإطاحة بحكم مبارك ويتم توزيع مجلة حراء الناطقة باسم جماعة الإخوان مجانًا على الطلبة، والمعروف أن كتابها جميعًا من القيادات الكبرى بالجماعة الإرهابية مثل القرضاوي ومحمد عمارة ومحمد بديع وصلاح سلطان. وأضاف صبري أن مثل هذه المدارس تشكل خطرًا داهمًا على الأمن القومي المصري ومحاولة لفرض الهوية التركية، وقدَّم حافظة مستندات، وطلب الحكم بإلزام رئيس مجلس الوزراء ووزير التربية والتعليم، بإصدار قرار بإغلاق وسحب تراخيص المدارس التركية المقامة على الأراضي المصرية.