استشهدت به إلهام شاهين.. سبب ذكر لفظ المومسات في الحديث النبوي

«المومس الفاضلة»، المسرحية التي أعلنت بها إلهام شاهين عودتها إلى خشبة المسرح، أعادتها إلى قمة الجدل خلال الساعات القليلة الماضية، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حتى وصلت إلى البرلمان، بسبب اسمها.
الجدل تجدد مرة أخرى حول إلهام شاهين بعد أسابيع من تصريحها مطلع الشهر الماضي، بتبرعها بأعضائها بعد وفاتها، وهو أيضاً ما جعلها على قمة الموضوعات التي شغلت حيّزاً كبيراً بين اهتمامات المصريين حينها، وما إن انطفأت شعلة ردود الفعل حول التبرع بالأعضاء، لتعود مرة أخرى إلى تصدر محركات البحث ب«المومس الفاضلة».
وأبدى العديد اعتراضه على اسم المسرحية، حتى أن النائب أيمن محسب، تقدم ب طلب إحاطة للمستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب، موجه لرئيس مجلس الوزراء ووزيرة الثقافة، مؤكداً أنّ طريقة التناول والمعالجة للمسرحية التي كتبها المفكر الفرنسي جان بول سارتر، قبل أكثر من 75 عامًا، غير مناسبة للمجتمع المصري حاليا، بل ومن الممكن أنَّ يطلق عليها «فن إباحي».
والمسرحية جسدتها الفنانة سميحة أيوب على المسرح القومي في ستينيات القرن الماضي، وحققت بها نجاحاً كبيراً، وهي مأخوذة عن نص بنفس العنوان للكاتب الفرنسي جان بول سارتر، جاءت فكرة تقديم إلهام شاهين للعمل خلال ندوة في أحد المهرجانات الفنية بشرم الشيخ، عندما تحدثت في وجود سميحة أيوب عن حبها للمسرحية والدور الذي قدمته سيدة المسرح، واقترحت الأخيرة أن تعيد إلهام شاهين تقديم الدور، ورحب بالفكرة ولكن بشرط أن تتولى أيوب إخراج المسرحية.
إلهام تدافع عن اللفظ
إلهام شاهين، دافعت عن لفظ «مومس»، وقالت ل«الوطن» خلال بث مباشر عبر «فيسبوك»، إنه ذُكر في حديث نبوي وأنه لا يحمل أي إساءة ولا يعتبر لفظاً خادشاً للحياء، وهو ما جعل الكثيرين يتساءلون عن الحديث النبوي الذي جاء فيه اللفظ.
جريج العابد
وبحسب ما جاء في كتاب رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين، فإنه نقل عن أبي هريرة رضي الله عنه، في الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
(لم يتكلم في المهد إلا ثلاثة، عيسى بن مريم، وصاحب جريج، وكان جريج رجلا عابدا، فاتخذ صومعة فكان فيها، فأتته أمُّه وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: يا رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته، فانصرفت، فلما كان من الغد أتته وهو يصلي، فقالت: يا جريج، فقال: أي رب أمي وصلاتي، فأقبل على صلاته.
فقالت: اللهم لا تمته حتى ينظر إلى وجوه المومسات، فتذاكر بنو إسرائيل جريجا وعبادته، وكانت امرأة بغي يُتَمثَّلُ بحسنها، فقالت: إن شئتم لأفْتِنَنَّه لكم، قال: فتعرضت له فلم يلتفت إليها، فأتت راعيا كان يأوي إلى صومعته، فأمكنته من نفسها، فوقع عليها، فحملت، فلما ولدت قالت: هو من جريج، فأتوه فاستنزلوه، وهدموا صومعته، وجعلوا يضربونه، فقال: ما شأنكم، قالوا: زنيت بهذه البغي فولدت منك، فقال: أين الصبي، فجاءوا به، فقال: دعوني حتى أصلي، فصلى، فلما انصرف أتى الصبي فطَعَنَ في بطنه، وقال: يا غلام، من أبوك؟ قال: فلان الراعي، قال: فأقبلوا على جريج يقَبِّلونه ويتمسحون به، وقالوا: نبني لك صومعتك من ذهب، قال: لا، أعيدوها من طين كما كانت، ففعلوا).
معنى مومس
وفي اللغة فإن مُومِس جمع مومِسة، بضم الميم الأولى وكسر الثانية، وتعني الزانية المجاهرة بزناها، وهي المرأة التي تتعاطى الفجور جِهاراً. والفعل منها أَومَسَ: أَوْمَسَتِ المرأَةُ: زَنَتْ وفَجَرَتْ، وفق معجم المعاني.
«مومس» في الحديث بمعنى الذم
ويؤكد الدكتور سعيد نعمان، عضو لجنة الفتوى بالأزهر سابقاً، إن الحديث النبوي الشريف المذكور فيه لفظ «مومس» جاء بمعنى الذم والرذيلة، وليس المدح، موضحا ل«الوطن»، أن مدلول بعض الكلمات والمرادفات في القرآن والسنة لا يصح اللعب بها، ويرى أن ربط إلهام شاهين اسم مسرحيتها واستشهادها بالحديث النبوي يأتي من قبيل جذب الانتباه إليها.