رغم هجرة الأقارب والأصدقاء منذ أكثر من ستين عاماً إلى أوروبا، فإنهما أصرّا على البقاء فى مصر، والدفن فى ترابها العزيز على قلبيهما. هما رجلان من يهود مصر، ظهرا فى الفيلم التسجيلى الذى ينقل لأول مرة فى تاريخ السينما التسجيلية صورة واقعية عن يهود مصر، حيث قدمه المخرج الشاب أمير رمسيس، ومدته ساعة ونصف، وتدور أحداثه فى الفترة من أوائل العشرينات إلى آواخر الخمسينات أو بالأخص فى الفترة التى هاجر فيها يهود مصر إلى باريس وإسرائيل. «كانت متسعاً لكل الأديان»، قالها أمير رمسيس، مخرج الفيلم، مشيراً إلى مصر، التى كانت وطناً يضم كل أبناءها الذين ولدوا وتربوا على أرضها، بغض النظر عن دياناتهم، لذا جاء الفيلم ليرسم صورة كاملة لمصر، متعددة الهويات والجنسيات والثقافات، والقادرة على استيعاب أى ديانة أخرى. بعد البحث الشديد، كما يقول رمسيس، وجد شخصين فقط من أصول يهودية يعيشون فى منطقة وسط البلد، أحدهما يُدعى «ألبير آرى»، يتجاوز عمره الثمانين عاماً، وعلى الرغم من الصعاب التى واجهها فى مصر منذ آواخر الخمسينات، فإنه تحمل كل هذا من أجل أن يعيش ويدفن فى وطنه، ورفض الهجرة أو النفى إلى البلاد الأوروبية، وفقاً لما جاء على لسانه فى الفيلم التسجيلى. الفقرة الثانية من الفيلم التسجيلى، كما يقول مخرج العمل، كانت فى فرنسا، حيث يعيش معظم اليهود المصريين، الذين هاجروا فى آواخر الخمسينات، حيث يستعرض الفيلم تجربة كل فرد منهم منذ مغادرة الأراضى المصرية حتى العيش من بلد إلى آخر.