لا تزال أمراض القلب والأوعية الدموية من أهم وأخطر المشكلات الصحية التى يعانى منها كثيرون على مستوى العالم، فهى حتى الآن تحتل المرتبة الأولى فى قائمة أهم أسباب الوفاة على مستوى العالم، ومرض هبوط القلب من الأمراض المهمة والخطيرة، ولكنه لا يحظى بالاهتمام مثل بقية أمراض القلب، بالرغم من مضاعفاته الخطيرة التى أحياناً ما تؤدى إلى الوفاة، ولذلك يحاول الأطباء عبر المؤتمرات العلمية التركيز على هبوط القلب وأهميته كمرض مهم وخطير، من هنا جاءت أهمية المؤتمر السنوى السادس عشر لهبوط القلب بالإسكندرية، الذى تنظمه الجمعية المصرية لأمراض القلب. استمرت فعاليات المؤتمر على مدار يومين وشارك فيه أكثر من 400 طبيب من الأطباء المتخصصين فى مجال القلب والأوعية الدموية، وناقش أحدث التوصيات والنتائج العالمية الخاصة بعلاج هبوط القلب، كما شدد الأطباء على ضرورة الاهتمام بهذا المرض واعتباره أحد أمراض القلب الخطيرة، حيث إنه بات الآن يصيب شخصاً من كل خمسة أشخاص حول العالم. وقال الدكتور محمود حسنين، أستاذ أمراض القلب بكلية طب جامعة الإسكندرية، إنه طبقاً لنتائج دراسة أجرتها الجمعية المصرية لأمراض القلب، وبالتعاون مع الجمعية الأوروبية لأمراض القلب، التى شارك بها أكثر من 2145 مريضاً واستمرت على مدار عامين أو أكثر، فإن مرض هبوط القلب يصيب المصريين فى وقت مبكر جداً بالمقارنة بنظرائهم من المرضى الأوروبيين بحوالى 10 إلى 13 عاماً، وأضاف «حسنين» أن من أهم عوامل الإصابة بهبوط عضلة القلب هو الإصابة بالذبحة الصدرية وقصور الشرايين التاجية، وشدد على أهمية الابتعاد عن التدخين، وذلك لأنه يمثل أحد أهم أسباب الإصابة، فحوالى 60% من المرضى المصابين بهبوط القلب هم من المدخنين، وأكد أن المرض يصيب الذكور بنسبة أكثر من الإناث بمعدل 1 إلى 2. وبث الأطباء بارقة أمل إلى المرضى، حيث أكدوا أنه توجد علاجات حديثة للعلاج، فيقول «عبدالحميد» إنه تم الإعلان مؤخراً فى المؤتمرات الدولية عن أدوية حديثة تمثل طفرة غير مسبوقة فى العلاج ولكنها لم تتوافر فى الأسواق بعد، وقد أثبتت الدراسات أن هذه العلاجات لها مميزات عديدة، منها أنها تحد من خطورة التعرض للوفاة بسبب أمراض القلب بمعدل 20% كما أنها تقلل من معدلات إقامة مرضى هبوط القلب بالمستشفيات لتلقى العلاج بمعدل 21%، إضافة إلى أنها تقلل من احتمالية التعرض لأسباب الوفاة بوجه عام بنسبة 16% على كل المستويات. وفى نفس السياق، أكد أستاذ دكتور عمر عواد، أستاذ أمراض القلب بكلية الطب جامعة عين شمس، أن العلاجات الحديثة تمثل بارقة أمل لملايين المرضى، لأنها ستعمل بطرق عديدة على الأنظمة الهرمونية العصبية للقلب، فتعزز دفاعات الجسم الطبيعية ضد هبوط القلب، كما تعمل فى نفس الوقت على منع المستقبلات التى تسبب آثاراً ضارة، ومن ثم تحسن جودة حياة المريض وتحد من معدلات الوفاة. وعرف الدكتور محمد صبحى، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية بكلية طب جامعة الإسكندرية، مرض هبوط القلب بأنه «عدم قدرة عضلة القلب على ضخ الكمية المناسبة لاحتياجات الجسم من الدم، ما يعنى فشل القلب فى أداء وظيفته كمضخة تغذى الجسم على الوجه الأكمل، وهو لا يعد مرضاً قائماً بذاته ولكنه يأتى نتيجة حدوث أمراض أخرى خاصة بالقلب وهى التى تؤدى إلى ذلك الهبوط». وأضاف «صبحى»، محافظ الفرع المصرى بالجمعية الأمريكية لأمراض القلب فى تصريحاته ل«الوطن» أن هبوط عضلة القلب له أعراض كثيرة، وأهمها هو الشعور بالنهجان الشديد أثناء الحركة أو عند القيام بأى مجهود حتى ولو كان بسيطاً، أو الشعور بضيق فى التنفس، أو كرشة النفس، فيستيقظ المريض من النوم على كرشة نفس. أما عن أسباب هبوط عضلة القلب، فيوضح «صبحى» أن هبوط القلب ربما يرجع إلى حدوث تلف بعضلة القلب، الذى يمكن أن يحدث نتيجة أمراض العضة الأولية أو الإصابة مثلاً بالالتهابات الفيروسية، أو يمكن أن يحدث هبوط عضلة القلب نتيجة قصور الدورة التاجية واحتشاء عضلة القلب المعروفة ب«النوبة القلبية»، وأحياناً ما يحدث هبوط عضلة القلب نتيجة الإصابة بارتفاع ضغط الدم، كما أنه يمكن أن يحدث أيضاً نتيجة بعض العيوب الخلقية مثل وجود ثقب كبير بين البطين أو فتحة بين الشرايين أو حدوث ضيق شديد بمخرج البطين. وأشار «صبحى» إلى أن مرض السكرى من ضمن أهم المسببات المؤدية إلى هبوط عضلة القلب، فمرض السكرى من الأمراض المؤدية إلى ضيق الشرايين التاجية، ولذلك يجب الالتفات جيداً لضرورة التحكم بمستوى السكر فى الدم، والالتزام بالعلاج حتى لا يؤدى ارتفاع نسبة السكر فى الدم إلى حدوث هبوط فى عضلة القلب. وأضاف «صبحى» أن أحدث الدراسات العلمية قد أثبتت أن مرض هبوط عضلة القلب يؤثر سلباً على حياة المرضى بمعدلات تفوق بشدة الكثير من الأمراض المزمنة، فهبوط القلب له تأثير سلبى جداً فى حياة المرضى، لأنه يعوقهم عن أداء أنشطتهم اليومية المعتادة نتيجة ازدياد حدة أعراض المرض. ومن جانبه قال الدكتور هشام محمد أبوالعينين، أستاذ ورئيس قسم القلب بكلية طب جامعة بنها، نائب رئيس الجمعية المصرية لأمراض القلب، إن هبوط القلب أصبح الآن أحد أهم الأمراض على مستوى العالم، حيث وصل عدد المصابين به إلى 26 مليون شخص فى العالم، ومن المتوقع زيادة العدد فى السنوات المقبلة، وأضاف «أبوالعينين» أثناء المؤتمر الصحفى الذى انعقد على هامش المؤتمر، أن هبوط القلب من الأمراض المهمة والخطيرة. لأنه يضعف الجسم وإذا تُرك دون علاج يمكن أن يؤدى إلى الوفاة، فأثناء هبوط القلب لا يستطيع حينها القلب ضخ كميات كافية من الدم، حيث تضعف عضلة القلب وتتصلب مع الوقت. وأفاد الدكتور مجدى عبدالحميد، أستاذ أمراض القلب والأوعية الدموية، بكلية طب جامعة قصر العينى، أن هبوط عضلة القلب يدرج فى قائمة أمراض القلب الشرسة، لأن معدلات الوفاة الناجمة عنه تفوق الكثير من الأمراض الخطيرة، فهى تفوق مثلاً أخطر وأهم أنواع السرطانات، مثل سرطان الثدى فى النساء وسرطان البروستاتا فى الرجال، وأضاف «عبدالحميد» أن حوالى 50% من المرضى المصابين بهبوط عضلة القلب والمقيمين فى المستشفيات معرضون للوفاة خلال 5 سنوات من تاريخ تشخيصهم، وتزيد معدلات الوفاة بدخول المريض إلى المستشفى كل مرة عند تلقى العلاج، وعند خروجه من المستشفى بشهر ترتفع النسبة إلى حوالى 10% لتتضاعف إلى حوالى 20% بعد ستة أشهر، أما بعد خمس سنوات فترتفع معدلات الوفاة إلى حوالى 45%.