نظم طلاب جماعة الإخوان المحظورة عدة مسيرات محدودة، أمس، فى جامعتى «القاهرة» و«عين شمس»، مهددين بتنظيم مسيرات حاشدة فى مختلف الجامعات اليوم، ورافعين على صفحاتهم الرسمية على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك» شعارات منها «راجعين نقول إن مفيش حاجة هتوقفنا ولا فالكون ولا داخلية ولا إدارة جامعية». وفى جامعة القاهرة، نظم العشرات من طلاب الجماعة مسيرة مفاجئة، أمس، انطلقت من أمام مبنى كلية الحقوق، طافت أرجاء الجامعة للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المحبوسين والتنديد بالنظام الحاكم والمطالبة بعودة الرئيس المعزول محمد مرسى، وردد المشاركون فى المسيرة هتافات مسيئة للقوات المسلحة وللرئيس عبدالفتاح السيسى، وهتافات أخرى ضد الشرطة منها: «بيقولوا علينا بلطجية والداخلية هيه هيه»، و«بيقولوا علينا إرهاب طب إرهاب إرهاب إرهاب»، «الله يرحم فى التحرير فاكرين مش ناسيين». وأشعل الطلاب الشماريخ أثناء وصول المسيرة إلى مبنى كلية التجارة، كما اعتلى عدد منهم أسوار المدرجات التابعة للكلية، وشوهوا الجدران بكتابة العبارات المسيئة للجيش والشرطة فى كل مكان. من جانبهم، انتشر أفراد الأمن الإدارى التابع للجامعة فى محيط المسيرة، وأغلق أفراد الأمن التابعون لشركة «فالكون» البوابات الرئيسية للجامعة، كما أغلقوا مبنى كلية «العلوم» ومنفذ الجامعة القريب من الكلية تحسباً لخروج المسيرة إلى خارج الجامعة، حيث يتعرض لها أهالى منطقة «بين السرايات»، الذى يعربون عادة عن رفضهم لمثل هذه المسيرات. وقال أحد طلاب «الإخوان» بكلية «العلوم» إن «الإجراءات الأمنية المشددة التى تتبعها إدارة الجامعة لن توقف الحراك الطلابى»، حسب تعبيره، مشيراً إلى أنهم «مستمرون فى تنظيم الفعاليات حتى تتم الاستجابة لمطالبهم». كما تظاهر العشرات من طلاب الجماعة فى كليتى «طب قصر العينى» و«الأسنان»، مرددين هتافات مضادة لكل من الشرطة والجيش معاً. وكثفت قوات الشرطة من وجودها أمام البوابة الرئيسية للجامعة، حيث دفعت ب5 مدرعات لمكافحة الشغب أمام هذه البوابة، و5 سيارات أمن مركزى لنقل الجنود على بعد أمتار قليلة من الجامعة، وانتشر 18 فرداً من قوات الشرطة على منافذ الدخول والخروج. وأغلقت قوات الشرطة مداخل ومخارج ميدان «النهضة» أمام جامعة القاهرة بالتزامن مع مظاهرات الإخوان، تحسباً لوقوع أعمال شغب، وشهدت المنطقة حالة من التأهب الأمنى للتدخل الفورى بالجامعة فى حال اندلاع أى أعمال عنف، كما أغلقت الجامعة جميع منافذ البوابة الرئيسية باستثناء منفذين لدخول الطلاب، وآخر لخروج السيارات، واختفت عناصر الأمن النسائى من الجامعة. ووقعت مشادات كلامية بين الطلاب وأفراد «فالكون» بسبب عدم السماح لهم بالدخول دون إبراز الكارنيهات الشخصية الخاصة بهم، والتى قال بعض الطلبة إنها لم تُستخرج بعد من الكلية، كما وقعت مشاحنات بين أمن «فالكون» وأحد المحامين الذى حاول الدخول للجامعة لتقديم أوراق الدراسات العليا. وفى جامعة عين شمس، نظم طلاب الإخوان بكلية الهندسة مسيرة بالطبول طافت أرجاء الكلية، للمطالبة بالإفراج عن الطلاب المحبوسين، مرددين الهتافات المناهضة لكل من الجيش والشرطة، كما رفعوا لافتات عليها صور الطلاب المحبوسين والمفصولين، ولافتة كبيرة مناهضة للجيش. فيما شهد محيط الجامعة وجوداً أمنياً مكثفاً من قبَل قوات الشرطة، حيث دفعت الشرطة بسيارتين لمكافحة الشغب وأخرى تابعة ل«الأمن المركزى» فى محيط الجامعة بشارع الخليفة المأمون وعلى بعد أمتار من البوابات الرئيسية لتأمين الجامعة وتحسباً لتظاهرات طلاب الإخوان، فيما تولى الأمن الإدارى و«فالكون» تأمين البوابات والتأكد من هوية الطلاب قبل دخولهم إلى الحرم الجامعى. من جهته، أعلن الدكتور حسين عيسى، رئيس جامعة عين شمس، أن «الأسر الطلابية بالجامعة أعدت خطة لاستقبال العام الدراسى، وهو ما اتضح مع بداية الدراسة»، لافتاً إلى أنه «سيتم تفعيل الأنشطة الطلابية بشكل مكثف خلال الفترة المقبلة». وأضاف «عيسى» خلال فعاليات المؤتمر الصحفى الذى عقده أمس بالجامعة لمناقشة الأوضاع الأمنية، أن «المنظومة الأمنية داخل الجامعة ترتكز على الأمن الإدارى، وهو المسئول عن حفظ النظام ومنع أعمال الشغب فى الحرم، بالإضافة إلى المنظومة الأمنية التى بدأتها الجامعة فى العام الماضى عبر تركيب بوابات إلكترونية وكاميرات مراقبة تكلفت الملايين، وسيتم استكمالها خلال العام الدراسى الحالى». ولفت «عيسى» إلى أنه «لا بديل عن الاستعانة بالشرطة لضبط الأمن فى الجامعة باعتبارها جزءاً رئيسياً من منظومة الأمن، بينما مهمة (فالكون) هى ضبط الوضع على مداخل الجامعة فقط». أما فى جامعة حلوان، فسادت حالة من الهدوء وسط تشديدات أمنية مكثفة على البوابات من قبَل أفراد الأمن الإدارى وأفراد «فالكون» الذين تولوا مهامهم فى تفتيش السيارات وحقائب الطلاب والاطلاع على هوياتهم قبل السماح لهم بالدخول. وألغى طلاب جماعة الإخوان فى «حلوان» الفعالية التى أعلنوا عن تنظيمها أمس، فبعد تجمعهم دفعت قوات الشرطة بعدد من سيارات الأمن المركزى، وسيارات مكافحة الشغب فى محيط الجامعة، ما دعا الطلاب إلى إلغاء الفعالية. فيما قال الدكتور ياسر صقر، رئيس جامعة حلوان، إنه «تم عقد عدة اجتماعات لمناقشة الخطوط العريضة والتوجهات الرئيسية للجامعة فى الفترة المقبلة، ومناقشة فتح قنوات التواصل بين العمداء ورؤساء الأقسام والطلاب»، مشدداً على «ضرورة وجود تواصل قوى بين رعاية الشباب وأعضاء التدريس والعمداء والوكلاء». وأوضح «صقر» ل«الوطن» أن «الطلاب القدامى ساعدوا زملاءهم الجدد فى الوصول لمدرجاتهم، وتسهيل أول أيام الدراسة لهم»، ناصحاً الطلاب ب«التركيز على التعليم، خاصة أن للطالب حرية التعبير عن رأيه دون تجاوز، أو إهدار مال الجامعة أو الدولة، وأى طالب سيخالف القوانين سيُحاسب».