رفض الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر، تصريحات الدكتور جابر عصفور وزير الثقافة، التى أكد فيها أن الأزهر يستغل المادة الثانية من الدستور كسيف مسلط على حرية الإبداع، وأن تجسيد الأنبياء والرسل فى الأعمال الدرامية لا يتعارض مع الدين. ■ ماذا عن تصريحات وزير الثقافة بشأن الأزهر؟ - إن شاء الله كل محاولات تشويه الأزهر لن تنجح، والأزهر لا يعرف الكهنوت ولا السلطة الدينية، والأزهر لا يملك أدوات المنع أو المصادرة، ولا يحجر على فكر أو رأى، فالأزهر ليس سلطوياً كالفاتيكان أو الكنيسة فى العصور الوسطى بأوروبا. ■ وماذا عن المادة الثانية من الدستور؟ - المادة تحدد هوية الدولة وتؤكد أن الإسلام هو المصدر الرئيسى للتشريع، وعار عن الصحة ما يقال إن الأزهر يستغل الدستور كسيف مسلط على رقاب العباد وحرية الإبداع. ■ وزير الثقافة يعترض على قرار الأزهر الخاص بتحريم تجسيد الأنبياء والرسل؟ - الأزهر حسم الأمر فى هذا الشأن ولا تراجع عن قرار مجمع البحوث الإسلامية عام 1972 الذى منع تجسيد الأنبياء احتراماً وتوقيراً لهم، ونحن نؤكد على هذه الفتوى الصادرة عن الأزهر والمجامع الفقهية بعدم جواز تمثيل شخصيات الرسل وأيضاً عرضها. ■ ماذا عن طرح التريلر الثانى لفيلم «الخروج» الذى يجسد شخصية سيدنا موسى؟ - طرح التريلر الثانى لفيلم «الخروج.. ملوك وآلهة» الذى يجسد شخصية سيدنا موسى وصراعه مع فرعون حرام شرعاً وفق قرار مجمع البحوث، والإثم يقع على كل من ساهم فى هذه الأعمال سواء بالإنتاج أو الدعاية أو التمثيل أو المشاهدة، وأعتقد أن دور الأزهر انتهى بعد تبيان الرأى الشرعى، وتقع على الدولة مسئولية منع تجسيد وعرض تلك الأعمال، أما الأزهر فهو ليس فى يده سلطة منع أو حظر. ■ لكن ما سبب إصرار وزير الثقافة على موقفه المناهض للأزهر؟ - وزير الثقافة يتحمل مسئولية كلامه ومواقفه من إجازة عرض تلك الأعمال، ونحن لا ندخل فى سجال أو جدال فى مسائل حسمها الأزهر، فالمؤسسة الدينية منشغلة بالقضايا والمستجدات العصرية وأرفع من الرد على أمور لا طائل من ورائها ولا تفيد المجتمع ولا تساهم فى تقدم البلاد ورفعتها. ■ ما سبب القلق من الأزهر؟ - شيخ الأزهر اجتمع بالمثقفين وأبلغهم أن الأزهر ليس جهة منع أو مصادرة للأعمال الفنية، وإنما واجبه أن يبين الرأى الشرعى للناس ويضعه أمام الجهات المعنية لتستفيد منه إن أرادت ذلك، ولا توجد رغبة لدى الأزهر فى تقلد أى منصب تنفيذى ولا علاقة له بالسياسة أو الحكم إلا من خلال واجبه الدينى ودوره الوطنى كمؤسسة من مؤسسات الدولة المصرية، علاوة على أن شيخ الأزهر رفض مطالبات كثيرة من داخل الأزهر وخارجه نادت بصلاحيات أوسع فى الدستورين الأخيرين، وذلك حتى لا يتحول الأزهر إلى سلطة من السلطات التنفيذية، كما أنه لا أحد يملك منع الأزهر من القيام بواجبه ودوره المنوط به بالشرع والدستور. ■ ولكن وزير الثقافة يؤيد عرض فيلم «حلاوة روح»؟ - من حق وزير الثقافة أن يوافق على عرض ما يشاء من أعمال فنية، لأنه من صميم اختصاصه، ومن حق الأزهر أيضاً أن يبيّن الرأى الشرعى فى هذه الأعمال، وسيمارس الأزهر هذا الدور دون التعدى على سلطات الآخرين. كما أنه ليس من حق أحد أن يطالب الأزهر بالرجوع عن رأى شرعى أصدرته هيئة من هيئاته الشرعية منفردة أو مجتمعة، لا سيما إن كان هذا الرأى يتعلق بالثوابت الشرعية التى لا تقبل الاجتهاد.